مكونات الزجاج وطرق صنعه المختلفة

يتمحور الزجاج حول مزيج دقيق ومتناسق من عدة مواد أولية رئيسية تتمثل أساساً في الرمل (السليكا)، الصودا، والجير. ولكن ما هي التفاصيل الدقيقة لهذه العملية

يتمحور الزجاج حول مزيج دقيق ومتناسق من عدة مواد أولية رئيسية تتمثل أساساً في الرمل (السليكا)، الصودا، والجير. ولكن ما هي التفاصيل الدقيقة لهذه العملية؟ إليكم ملخصاً شاملاً:

  1. السليكا: وهي العنصر الأساسي الأكثر شيوعاً في الزجاج، تأتي غالباً من الرمل الخام أو الكوارتز. هذا المعدن ذو كثافة عالية وجاذبية حرارية متوسطة مما يعطي الزجاج قوته ومرونته اللازمة للاستخدام اليومي.
  1. الصودا (Na2O): تسمى أيضاً "Na" أو "Na2CO3"، وهي مصدر مهم للأيونات الموجبة الشحنة التي تساعد في زيادة سيولة الخليط أثناء عملية التحويل الحراري. بالإضافة لذلك، تضيف الصودا خصائص مقاومة جيدة للحرارة والماء.
  1. الجير (CaO): رغم عدم وجود الجير كمكون أساسي إلا أنه يلعب دوراً مهماً خاصة عندما تكون هناك حاجة لتحسين الثبات الكيميائي للمنتج النهائي. يساعد الجير أيضاً في تخفيف نقطة الانصهار للاختلاط دون المساس بجودة المنتج الأخير.

إضافةً لما سبق، قد تحتوي بعض التركيبات الخاصة للزجاج على عناصر أخرى مثل أكسيد الرصاص، أكسيد الألومنيوم، وأكسيد البوريك حسب الطراز والمظهر المرغوب فيهما.

بعد جمع كافة المواد المناسبة واستيفاء جميع الشروط الفنية، يتم تسخين الخليط إلى درجات حرارة باهظة تقارب 1500 درجة مئوية لإنتاج كتلة موحدة قابلة للسحب والتقطيع وفق التصميم المراد تحقيقه. بعد ذلك، بينما تبرد الكتلة تدريجياً تحت ظروف محكمة الحراسة، تنضغط الجزيئات داخلياً فتتشكل روابط جديدة تختلف تمام الاختلاف عمّا كانت عليه سابقاً، وذلك نتيجة الظاهرة المعروفة باسم "التبلور". وهذه الخطوة هي التي تحدد نوع الزجاج سواء كان بسيطاً لصنع النوافذ التقليدية أو أكثر تعقيداً لأعمال الفنون الجميلة والإبداع الهندسي الحديث.

ومن بين أشكال الزجاج المتعددة والتي تتنوع بناءً على نسب ومزيج تلك المحتويات الرئيسية، فإن أهم ثلاث فئات تشمل:

أولاً: زجاج الصودا والجير - هو النوع الأشهر والذي يستخدم بغالب الأمر نظرًا لتكلفته المنخفضة نسبيًا نسبيًا ولأن تركيبه مناسب لمجموعة واسعة من الاستعمالات المنزلية والصناعية. يبقى هذا التدوير المعيار العالمي لبناء معظم نوافذ المباني المطاعم والمعارض والفيلات الحديثة.

ثانياً: زجاج الرصاص - يتميز بالقوة الزائدة ومعدلات انكسار الضوء المرتفعة مما يجعله مثاليا للأغراض الديكوراجية وعلى وجه الخصوص قطعا كريستالية مميزة تُستخدم غالبا للإضاءة العامة والديكورات الداخلية الفاخرة. علاوة على ذلك، يحظى بإقبال كبير لدى مصممي المشغولات اليدوية الصغيرة ومنتجي الأدوات المكتبية الناعمة.

وأخيراً وليس آخراً: زجاج الكوارتز - يعد أحد أغلى أصناف الزجاج بسبب قدرته الفائقة على تحمل درجات الحرارة القصوى ودائمًا ما يحتاج لقليلٍ جداٍ من المواد الأولية الأخرى إضافتها إليه خلال مرحلة التصنيع. وعلى الرغم من تكلفة إنتاجه العالية جدًا بالمقارنة بالأصناف السابقة، لكن يفسر إقبال العملاء المستمر نحوه بتطبيقاته الواسعة ضمن مجالات تخصص متنوعة بدءًا بالتكنولوجيات المتطورة وانتهاء بعروض الأكاديميين لدروس التجربة العلمية الرائعة داخل المدارس العالمية.

وفي نهاية الأمر، ليس فقط طبيعة التركيبت المستخدمة وحدهما هما المؤثران الرئيسيان فيما يتعلق بشكل وشكل منتجات الزجاج النهائية ولكن أيضًا طرائق التعامل معه وتسخينه وتعزيزه تلعب دور هام جدا كذلك أثناء مراحل التصنيع المختلفه لكل تقنية مبتكرة!


سفيان بن الطيب

1156 مدونة المشاركات

التعليقات