- صاحب المنشور: مهدي بن عثمان
ملخص النقاش:
نقاش متعدد الجوانب حول تكامل الفنون الحرفية التقليدية مع التكنولوجيا:
يشكل تقييم الترابط بين الفنون الحرفية التقليدية والتطورات التكنولوجية حجر الزاوية في العديد من المجتمعات حيث يشعر البعض بالحاجة الملحة لهذا التكامل بينما يساور الآخرين القلق من احتمالية اختفاء الهوية الثقافية الأصيلة. يشدد ياسين الدمشقي على أهمية تبني هذه الموازنة، مؤكداً أنها ستعيد رسم مشهد تراثي حديث ومبتكر. يقول:"التكنولوجيا ليست عدوة للتراث، بل أداة قوية لتحويله". كما يدعو للاستخدام الإبداعي لها ضمن التعليم والصناعة لكسب احترام الشباب ولإعطاء الحياة الجديدة للمنتجات اليدوية القديمة.
من الجانب الآخر، تقدم هدى بن زروال منظورًا محافظًا بعض الشيء، مشيرة إلى أن التغيير المفاجئ يمكن أن يؤدي إلى فقدان جوهر الحرفة وهويتها التاريخية. وهي تدعو لاتخاذ نهج حذر يسترشد بالحكمة ويضمن استمرار الأمور الروحية والثقافية أساسياً. وبالتالي، تعتبر زروال أن الاتزان مطلوب بشدة للوصول بهذه العمليات إلى أرض وسط وصالحة.
وفي حين تتشارك مع زروال في مخاوفها الأولية، تؤكد ميار المهيري على ضرورة النظر للتكامل كتوجيه جديد محفز وليس خطر محتمل. تشرح قائلة: "التكامل ليس طريق للتحريف النهائي وإنما هو طريقة لتوظيف المستحدثات دون تغيير طبيعة الأصل." لذا، فهي ترى أن إدراك البصيرة الذكية حول كيفية الجمع بين القديم والحديث سيكون أمر حيوي للسعي نحو مصالح أعمال حرفية طويلة الأمد.
وبينما ينطلق السعدي الدكالي من اعتراف المشترك بأنه لا بديل عن المرونة والتكيف أمام الثورة المتسارعة للعالم الحديث، فهو يؤكد أيضاً حاجتها لمواصلة التعلم والعناية بالمكونات السامية المرتبطة بثقافة شعبنا. يقترح السعدي وضع خطّة واضحة تستهدف رفع مستوى المنتوجات الحرفية المعاصرة برغم بقائها مرتبطة بجذورها العميقة وأصولها الراسخة.
وعليه، يبدو أن المفتاح الرئيسي يكمن في تحقيق الانسجام المثالي بين حفظ الماضي واستيعابه وفهمه لصالح الحاضر والمستقبل عبر بوابة مستخدمات تكنولوجية ذكية والمبادرات التعليمية المبتكرة.