- صاحب المنشور: نعيمة اللمتوني

ملخص النقاش:
ناقش مجموعة من الأفراد عبر الإنترنت مصير التفكير النقدي ضمن البيئة الشائعة للمدن الذكية والتي تعتمد بشدة على الكم الهائل من البيانات والتحليلات. في جوهر النقاش، اقترحت "نعيمة اللمتوني"، مُنشِئة الموضوع، فرضية مفادها بأن تركيز المدينة الذكية على البيانات قد يقيد قدرتها على ترسيخ ثقافة التفكير الحر. وردت "نور اليقين بن القاضي": مدعين أنه رغم وجود مخاطر محتملة مثل الاعتماد الزائد على البيانات، إلا أن المدن الذكية تحمل أيضًا قوة هائلة في تقديم رؤية ثاقبة للسلوك الإنساني. المهم هنا ليس مجرد استخدام هذه البيانات بل البحث عن طرق لاستخدامها بشكل يحترم والاستقلالية الفكرية. كما شددت على حاجة التصميم المدني لتعزيز القدرات الذاتية للأفراد بالتفاعل الناقد مع الحقائق الموجودة أمامهم. ثم شاركت "بهيج المغراوي"، داعيًا الجميع لحماية الاستقلالية الفكرية حتى أثناء التعامل مع الكم الهائل من البيانات المتاحة. ويشدد الجانبان سوياً حول الضرورة الملحة لموازنة تكنولوجيا البيانات بتوجهات اخلاقية تضمن عدم الاعتداء علىخصوصية الافراد والحفاظ على الحكم الشخصي المبني علي التشكيك والمراجعة. وتوسعت "كريمة بوزيان" في مقولة سابق ذكرته "بهيج". فأكدت بأهمية تزويد الجمهور بالأدوات المناسبة لتقييم دقة ومصداقية بياناتهما الخاصة قبل الانغماس فيه. وفي غياب مثل هذه التطبيقات التعليمية والمعرفية, ستكون هنالك خطر كبيرة بانشاء نظام اجتماعي خالي من التفكير المنفتح والقادر علي توليد افكار جديدة . وأخيراً ، انضم "حسناء الصمدي" الى حملة الدعوة للحصول علي تثقيف كامل حول آليات وفوائدالتكنولوجيا الرقمية الجديدة بالإضافة إلي بناء وعينا ذاتينا تجاه تأثيره المحتمل علي قدرتنا علي اتخاذ قرار مستقل . إنها ترى بأنه بالإمكان توجيه طاقات التجمع السكاني الكبيرة نحو حالة انسجام بفكر نقدي متحضر وذلك بإعادة تعريف ماهية الدور الذي تقوم به كل من المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص . وفي نهاية نقاشهم ، ظهر إجماع واسع حول كون حقيقة خلق بيئة حضارية مبنيةٌ على سمات المدن الحديثة تكمنُ داخل قدرتهم المشتركة لقمع أي ميل نحو الروتين المقيت بينما يجذبون الانتباه نحو فضائل فضاء مفتوحة وغنية بالحركة المعرفية الابداعية مما يخلق مسرح مليء بالنظر العميق والسؤال العدائي لكل شيء ظاهر واضح!