في قلب الجزيرة العربية تبرز قطر كواحدة من أكثر الدول ثراءً وازدهاراً في المنطقة، بل وفي العالم أيضًا. وفقاً لإحصائيات العام 2013 الصادرة عن مجلة "جلوبال فاينانس"، فإن قطر تحتل المركز الأول عالمياً بالنسبة لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، حيث يصل هذا النصيب إلى 105,091 دولار أمريكي سنوياً. هذه الدولة الصغيرة ولكنها ذات الموقع الاستراتيجي، تعد عضوا بارزا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتحظى بمكانة متميزة بسبب دخلها المرتفع وإمكاناتها الهائلة من الطاقة.
تعود قوة الاقتصاد القطري أساساً إلى الثروات الطبيعية الضخمة من النفط والغاز الطبيعي. تُنتج البلاد أكثر من مليون برميل يوميًا من الخام، مما يوفر مصدر ثابت للدخل للدولة رغم التقلبات العالمية في الأسواق المالية. كما عززت الحكومة تدابير الحماية الاقتصادية لضمان مرونة النظام المصرفي المحلي خلال الفترات الصعبة. يتوقع خبراء الاقتصاد نموًا ملحوظًا قدره 17% بحلول نهاية عام ٢٠١٠.
لقد أدى وجود موارد طبيعية غنية أيضًا إلى تحولات هائلة في قطاعات مختلفة داخل الاقتصاد القطري. منذ أواسط سنوات الثمانينات، شهدت البلاد نهضة صناعية مدفوعة بتطور صناعتَيْ تكرار الغاز والنّفط، وكذلك توسعة مرافق مثل تلك المتعلقة بالصحة والعناية بالمريض. فضلاً عن ذلك، تتمتع قطر بسياسات جذب تجاري خارجية وحضور واسع النطاق للسياحة الداخلية والخارجية عبر مواقع تاريخية وثقافية فريدة يجذب الزوار إليها. تشتهر العاصمة، الدوحة، بالسوق القديم والأبراج الحديثة جنباً إلى جنبَ مع مناطق خلّابة حول المناطق الصحراوية بما فيها جبل سيلين ذو المناظر الخلابة المطلة على المملكة العربية السعودية والجزر البركانية بالقرب من الساحل.
وبهذه الصورة المثالية للتكامل بين العناصر الطبيعية والبشرية، تستعد قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢، لتكون أول دولة عربية تفعل ذلك - وهو دليل آخر على مكانتها الراسخة كمؤثر جيوسياسي واقتصادي رئيسي في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الأكبر خارج حدود الوطن العربي نفسه.
