تمر عملية تصنيع الحديد بعدة مراحل مهمة تبدأ باستخراج خام الحديد ونقله إلى مصانع التحويل. يتم استخدام مواد أولية رئيسية لتحضير خام الحديد ليصبح قابل للاستخدام، هذه المواد تتضمن بشكل أساسي: حجر الحديد الخام، الحجر الجيري، فحم الكوك، والهواء.
في مرحلة التحويل، يخضع خام الحديد لعملية تسمى التركيز حيث يتم إزالة الشوائب والأتربة غير المرغوب فيها عبر طرق مختلفة مثل الفرز، الغسيل، والتركيز المغناطيسي. ثم ينقل الخام المركّز إلى فرن عالي الضغط حيث يجري تحويله إلى حديد سبائكي (أو حديد خشن) وذلك بإضافة الأكسجين لفك ارتباط العناصر المعدنية بالأكسجين الموجودة في الرواسب المعدنية. يستخدم الهواء المضغوط للإشعال والدفع أثناء العملية لإحداث انفجار مستمر يساعد في رفع درجة الحرارة بما يكفي لصهر الحديد.
بعد ذلك، تدخل مادة ثالثة وهي الحجر الجيري والتي لها دور حيوي فهي تساعد على إذابة الشوائب وتكوين خبث يمكن رفعه لاحقا. وباستخدام أنابيب خاصة، يمكن تفريغ الخبث وهو منتج جانبي أقل قيمة مقارنة بالمنتج الرئيسي - الحديد السبائكي الناتج.
مع استمرار العملية، يصل الحديد المنصهر للقاع بينما يطفو الخبث لأعلى نظرا لكثافته المختلفة. عند الوصول للنقطة المناسبة تحت الفرن، يسحب مصفاة خاصة الحديد الساخن الذي يصب مباشرةً في قناة مائية باردة تبرده وتحوله لشظايا صغيرة قبل نقله لمراحل التصنيع التالية. هنا يتم إعادة تشكيل الحديد عبر عمليات متقدمة مثل القص والتشكيل بالسحب أو الدرفلة.
وقد شهدت صناعة الحديد العديد من التقدمات التاريخية بدءا من بداية الثورة الصناعية التي أدت لزيادة كبيرة في الانتاج وكفاءته. مثلا، اخترع هنري كورت طريقة جديدة تعتمد على التدحرج والتقشير مما سمح بتوفير الكثير من العمل اليدوي بالإضافة لحصوله على درجات أعلى من النقاء للسطح الخارجي للأجزاء المنتجة. هذا التطور جاء نتيجة طلب السوق المتزايد على مختلف المنتجات ذات التطبيقات الواسعة فقد ارتفع الطلب بشكل ملحوظ بسبب توسع الاستخدامات التقنية الحديثة آنذاك واستعمالاتها الجديدة سواء كانت مدنية أو عسكرية.
بالانتقال لعصر نابليون، شهد العالم ارتفاعا هائلا في الطلب العالمي على الحديد والذي بلغ معدلات غير مسبوقة بسبب حاجة القوات العسكرية له. وتعتبر المملكة المتحدة واحدة من الدول الرائدة بصناعة الحديد حينذاك كونها أكبر مصدر عالمي لذلك النوع الحيوي من المعادن.
ومن الناحية الفيزيائية والكيميائية، فإن خصائص معدن الحديد غاية في الفائدة منها لونه الرمادي الفضي المتلألئ وصلابه مقاومته للتآكل ولكن بتعرضه للهواء الرطب قد يحدث صدأ عليه نتيجة تفاعله مع الأكسجين المحيط مما يعطي سطحه اللون الأحمر البنى المميز لهذه الظاهرة الطبيعية. يحتل العنصر نفسه المركز الرابع حسب الوفرة بين عناصر القشرة الأرضية ويتمتع برقم ذري ثابت قدره ٢٦ وحده وزنية نسبتها ٥٥٫٨٥ جم/مول فقط. كل تلك المواصفات تجعلها مادّة أساسية لا غنى عنها ضمن المجالات الهندسية والصناعات الثقيلة لما تقدمه من خدمات بناء طويلة العمر وبأسعار معقولة أيضا مقارنة بأنواع مواد أخرة مشابهة أخرى.
هذه الرحلة التي اتبعناها سويا تلخيص شامل لتاريخ ولماذا يلعب الحديد دورا محوريا في المجتمع الحديث والمعاصر جنبا الى جنب مع المستقبل الآخذ بالتطلع بمزيد من الاكتشافات والاختراعات المتعلقة بهذا العنصر الجدير بالإحصاء والإشارة إليه بجدارة وسط باقي موارد طبيعية شحيحة حاليًا حاليًا!