• صاحب المنشور: سيف المنور
  
  ملخص النقاش:
  بدأ النقاش حول مدى استخدام التكنولوجيا لصالح البيئة أم ضدها. تساءلت زكية العسيري مُبدِئياً عن التحديات البيئية المرتبطة بإنتاج وصناعة التكنولوجيا، مشيرة إلى أن هذا القطاع يوفر حلولاً مهمّة للتقدم والتواصل ولكنه غالبًا ما يتسبب في تكلفة بيئية كبيرة عبر استخراج المعادن وتصنيع الإلكترونيات، وهذا يؤثر بشدة على مواردنا الطبيعية ويضخم ظاهرة تغيُر المناخ. وقد اقترحت عقد محاسبة جدية للشركات العالمية واتِّخاذ خطوات قوية لتطبيق طرق تصنيع وأنماط استخدام تقنية أكثر احترامًا للبيئة.

وردت عليها زكية العسيري مجددًا مؤكدةً وجود مجهودات فعالة تقوم بها شركات تكنولوجية عديدة باتجاه تحقيق المنتجات والممارسات الأكثر صداقة للأرض. ثم عززت موقفها مرة أخرى مقدمة مثال لتوجهٍ محتمل يسعى لتوفيق النمو الاقتصادي بالاهتمام بالمحيط الحيوي. وبينما توافقت الآراء حول الحاجة الملحة للاستدامة، فقد ذهب عبد الجبار الحمامي أبعد من ذلك ليذكر أنه بينما هنالك جهود ذات مغزى تُبذل، إلّا أن الرأي الواضح يشهد عملاً محدود نطاقًا وغير كافي إذا ما اقتصر الأمر على أعمال خيرية طوعية خاصة بكل شركة. هنا ذكر حاجتنا ملحة لا تقل أهميتها لدور الحكومات والمؤسسات الدولية في وضع قوانين وإرشادات صادقة تضمن حماية البيئة أثناء العملية الإنتاجية نفسها.

وأكدت آسية بن عبد الكريم حديثه مدافعة عنه بقوة قائلة بأن الاعتماد الوحيد على الشفافية الذاتية لدى الشركات والأعمال الإنسانية سيكون بلا شك أقل تأثير مقارنة بالتدابير التشريعية المقننة من أعلى هرم السلطة. ولا سبيل للتحولات النوعية المتعلقة بالسلوك المستقبلي باستثناء الأحكام القانونية المدروسة بعناية والتي تستهدف تغيير الطرائق الأساسية لكيفية صنع واحترام التكنولوجيا وتعظيم وفائدتها بأكثر حالاتها سلاماً واستدامة لعالمنا الطبيعي.

وفي النهاية يبدو الاتفاق واضحًا بين الجميع حول نقطة مشتركة وهي الحاجة الملحة للإصلاح ووضع السياسات الهادفة لمنع أي آثار جانبية ضارة كنتيجة ثانوية لعملية تطوير الآلات الحديثة وما يصاحبها من انشغالات مرتبطة ببناء البنية التحتية والحوافز المالية المشبوهة المحتملة داخل قطاع التكنولوجيا العالمي الحالي--كل هذه عوامل تحتاج تدقيقا دقيقا وتوزيع حصص المسئوليات وفق نظام قانوني شامل ومتكامل.