- صاحب المنشور: نوال المنصوري
ملخص النقاش:
###نقاش حوله استخدام الطبخ كممر للتعرف على الثقافات الأخرى واحترام التقاليد المحلية
يتناول هذا الحوار مجموعة من الأفراد المختلفين في مجالهم المعرفي، لكن الجميع يشترك بشغفهم المشترك تجاه عالم الطهي. بدأ الحديث حول مقالة تتحدث عن تنوع المطبخ العربي والعالمي، حيث يرى هؤلاء المدخلون فيه فرصة لتبادل التجارب والنظر في تأثير الثقافة والقيم الاجتماعية على أداء الطهي.
مثلت مساهمته الأولى لبثينة الطاهري صورة مجازية جميلة حين وصفت تجربة تناوُل ريزوتو إيطالي بأنها بوابة لاحتضان ثراء الاختلاف في عالم الطهي. تضيف بعدًا عميقًا لهذا الموضوع وهي تشدد على تعزيز المرونة الذوقية أمام النكهات الغريبة.
وبدورنا، قدم كنعان بن الشيخ رؤية ملءة بالعجب بشأن الربط بين تدوين التاريخ النكهي الخاص بكل قارئ وتعلم منه، مستخدمًا التوجهات الطهوية الواسعة كأساس لفهم تاريخ المجتمعات والشعب. هنا يطرح احتمال وجود علاقة مباشرة بين براعتهم الفنية في مزج النكهات وما يحمله لديهم من فضول ثقافي.
ثم جاء مداخلة بهيج الشاوي والتي سلط الضوء عليها دور المطابخ التقليدية كتذكير بتاريخ الأمم وأصول حضارتهم. بينما تتفق معه لطيفة المنصوري مؤكدة على قيمة الاحتفاء بكل نوع طبخ بغض النظر عن أصله، لكنها تؤكد أيضا بأنه يندرج تحت مظلة الأهداف التعليمية - أي هدفٍ سامٍ - وهو تعزيز فهم الجمهور الواسع لهذه الأسباب التاريخية والمعنى الأداتي لهؤلاء الأطباق.
وفي نهاية المواجهة اللفظية، عرض اشرف بن توبة وجه نظر مفيدة تتمثل بحاجة التوازن بين الثبات على الهوية الوطنية وغيرها من القضايا ذات الصلة أثناء الانغماس في البحث الدائم عن الجديد والحفاظ عليه أيضاً ضمن منظومة الحياة اليومية. أما رأي يارا الغرّيسي فمعمق لما سبقناه فقد اقترحت تساؤلا منطقيّا حول الحلول الممكنة للتوفيق بين الفخر بالممارسات القديمة واتخاذ الخطوات التالية بلا خوف كون الوصول للعالمية بات مطلب معظم الشعوب حالياْ .
هذا المناقشة الصغيرة تعد محاولة جريئة لقراءة الكتب المفتوحة داخل ذهن كل فرد فيما يتعلق بالحنين مقابل الرؤية التدريجية ، كذلك فهي تأملٌ عميق بأثر الرحلات الغذائية وانعكاساته المحتملة ليس فقط علي يومنا بل علي هويّتنا الآتية أيضاُ.