يشهد عالم الأعمال اليوم تطورات سريعة ومستمرة تتطلب من المؤسسات الابتكار والتحسين الدائم لممارساتها وقدراتها. لذلك، أصبح "البحث والتطوير" أكثر من مجرد مصطلح - إنه استراتيجية حيوية تساهم بشكل كبير في نجاح المنظمات الحديثة. يشير هذا المصطلح إلى الأنشطة المتكاملة التي تشمل كلاً من إجراء البحوث الأساسية لتوليد معرفة جديدة وفهم أكثر عمقاً للموضوعات المختلفة، بالإضافة إلى التطبيق العملي لهذه المعرفة لتحقيق منتجات أو خدمات أفضل.
يتميز طريق البحث بالتفرع بين جانبين رئيسيين هما:
- البحث الأساسي: وهو جوهر اكتشاف الحقائق والقوانين والقواعد العامة للعالم الطبيعي والمعرفي بدون التركيز الواضح على تطبيقه الحالي. هنا، يتم جمع البيانات ومعالجتها بتعمق دون ضرورة للاستخدام الفوري.
- البحث التطبيقي: بناءً على الركائز التي وضعها البحث الأساسي، يركز الجانب الثاني على كيفية نقل الأفكار النظرية إلى حلول واقعية قابلة للتطبيق. وهذا يعني أنه بعد التشبع بفهم معين، يمكن الآن بدء مرحلة التطبيق العملية.
أما بالنسبة لطريق التطوير، فهو الرحلة نحو التحسين المستمر للأفكار الموجودة بالفعل. يتضمن ذلك:
- الإبداع واستيعاب الأفكار: تبدأ هذه المرحلة باستلهام الأفكار الناشئة من عمليات البحث والاستناد إلى نماذج موجودة حاليًا لإيجاد فرص للتحسين.
- مراجعة الأفكار وتحديثها: تشمل مراجعة فرضية العمل الأصلية وتعديلها حسب الاحتياجات الجديدة الظاهرة أثناء عملية البناء الأولى. قد يحتاج الأمر لإضافة أو حذف عناصر معينة استنادا لأحدث المواقف والأولويات.
- تطوير سياسات عمل واضحة: تأتي بعد ذلك مرحلة تحديد الآليات الصحيحة لتنفيذ المشروع وضمان أعلى معدلات الكفاءة والجودة والفائدة الاجتماعية الاقتصادية المحتملة.
تلعب فرق البحث والتطوير دوراً أساسياً داخل الشركات بفضل مجموعة متنوعة من المسؤوليات بما فيها:
* إدارة عمليات البحث المستمر والحفاظ على تواكب آخر الاتجاهات العالمية ذات الصلة بنطاق الشركة.
* تنظيم وحفظ كافة بيانات الفريق بطريقة فعالة تسمح بإمكان الوصول عبر الإنترنت وعلى أرض الواقع حسب الضرورة.
* صياغة خطوط سير محتملة للشركة فيما يتعلق باحتياجات التجديد واتخاذ القرار المبكر بشأن طلب موارد إضافية عند الحاجة، مثلا لوظائف إنتاج جديدة أو حملات دعائية موسعة.
* تقديم تقارير دورية رسمية حول تقدم الشركة وكيف يمكن دعم نموها من خلال مشاريع مبتكرة وخيارات توسع مستقبلية محتملة.
* مراقبة ودراسة المواد المقدمة للنشر النهائي للتأكد أنها آمنة وغير مضرة بالمستخدمين وبأن نفعيتها عالية وثقة المستفيد مرتفعة تجاهها.
هذه الخطوات مجتمعة تساعد الشركات على مواجهة التحديات المحلية والدولية بثقة وجاهزية دائمة للإقبال على تحديات السوق المتغيرة دائمًا.