تزدهر شجرة الزيتون الأسود في الثقافات والمناطق المتوسطية بسبب قيمة ثمارها الغذائية العالية ومزاياها العلاجية العديدة. يعد "الكبس"، وهو عملية حصاد زيتونة قبل موسم النضج الطبيعي، تقنية قديمة ولكن أساسية لتحقيق إنتاج مرتفع وجودة مثلى لزيت الزيتون. سنستعرض هنا بعض الاستراتيجيات الحديثة التي يمكن استخدامها لتطبيق هذه التقنية بشكل أكثر فاعلية ومسؤول بيئيًا.
أولاً، يعتمد نجاح كبس الزيتون الأسود إلى حد كبير على اختيار النوع المناسب من الأشجار. الأنواع المختلفة تتفاوت في وقت بدء الإزهار وحجم الثمرة ونسبة الثمر مقارنة بالورقة. الأفضل عمومًا هي تلك التي تتمتع بحياة طويلة وتنتج ثمار ذات محتوى عالي من الزيت. العديد منها مثل "مانزانيلا"، "بيكالين"، و"كوروفيلس"، مشهور بمقاومته للأمراض والعوامل البيئية القاسية.
ثانياً، توقيت كبس الزيتون مهم جدا.عادة ما يتم ذلك عندما تكون نسبة الماء داخل الفاكهة حوالي 45%. هذا غالباً خلال شهر سبتمبر/أكتوبر بالنسبة للشامروك وفي نوفمبر/ديسمبر للأنواع الأخرى. ينبغي مراقبة مرحلة النمو باستخدام مؤشرات مثل لون الجلد والسماكة الداخلية للفواكه. إن جمع الزيتون مبكرًا جداً يؤثر سلبياً على جودة الزيت بينما الانتظار طويلًا قد يجلب مشاكل صحية للأشجار نفسها بسبب الضغط الكبير لإنتاج الكثير من الثمار دفعة واحدة.
ثالثاً، طرق الحصاد تلعب دوراً أساسياً أيضاً. الطريقة اليدوية تعتبر الأكثر ملائمة لكنها مكلفة كثيراً من الناحية العمالة المالية والعرضة للخطأ البشري. لذلك، تم تطوير آلات خاصة يمكنها التعامل مع كميات هائلة بكفاءة ودقة عالية مما يحافظ على سلامة الثمار ويقلل الخسائر الجانبية أثناء الشحن والتخزين لاحقاً.
رابعاً، حفظ المنتوج بعد الحصاد عامل حيوي للحفاظ على جودة زيت الزيتون المنتج منه. درجة الحرارة والضوء الرطوبة كلها عوامل تؤثر مباشرة على خصائص الزيت النهائي. يخزن معظم المزارعين المحترفون الزيتون في أماكن باردة وجافة خالية من الإضاءة لمنع أكسدة الدهون واستخلاص الزيت بطرق مبتكرة تحافظ على رائحة وطعم الأحماض الدهنية الصحية الموجودة فيه أصلاً.
ختاماً، فإن فهم دورة حياة النبات وكيفية التأثير عليها عبر عمليات معينة مثل الكبس يساهم بشكل فعال في تحقيق محصول جيد ومنتظم باستمرار وبأساس متين مستدام بيئياً واقتصاديًا وثقافيًا أيضًا.
