- صاحب المنشور: سهام بن صديق
ملخص النقاش:
أصبحت البيانات الضخمة ظاهرة حاسمة في عالم الأعمال المعاصر. مع تزايد كمّية المعلومات التي يتم جمعها يومياً عبر الإنترنت والأجهزة الذكية والمراقبة الرقمية وغيرها من الوسائل الحديثة، باتت القدرة على استخلاص الأفكار القيمة منها عاملاً رئيسياً للنجاح. ولكن هذا الأمر يطرح العديد من التحديات خاصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم (SMEs) والتي قد لا تمتلك الموارد اللازمة لتحليل هذه الكميات الهائلة من البيانات بكفاءة.
فيما يلي نظرة عميقة حول تحديات وآفاق الفرص المتاحة لهذه الشركات في ظل عصر البيانات الضخمة:
التحديات الرئيسية:
- التكنولوجيا: تتطلب تقنيات تحليل البيانات البرمجيات والحواسيب عالية الأداء مما يمكن أن يكون مكلفاً للغاية بالنسبة للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعلم كيفية استخدام هذه التقنيات يتطلب خبرة متخصصة وقد تكون غير متوفرة داخل الفريق الحالي.
- البيانات الخام مقابل البيانات المفيدة: إن عملية انتقاء وتنظيف وتحويل البيانات الخام إلى معلومات قابلة للاستخدام هي مهمة شاقة تحتاج لوقت طويل ومكلفة أيضا. الشركات الأصغر حجماً غالبا ما تجد نفسها عاجزة عن القيام بهذه الخطوات الأولية بسبب نقص الخبرة أو الميزانية.
- الأمان والخصوصية: مع زيادة تعقيد بيانات العملاء وأصول الشركة الأخرى، تصبح قضايا الأمان والخصوصية أكثر أهمية. يجب توفير بيئة آمنة لحماية المعلومات الحساسة بينما تضمن الشفافية القانونية أيضاً. وهذا يتطلب موارد كبيرة قد لا تستطيع SMEs تقديمها.
- التوظيف والتطوير المهني: جذب المواهب المهنية واستبقائها أمر مهم لاستغلال الفوائد الكاملة لبيانات ضخمة. لكن توظيف متخصصين ذوي مهارات عالية مثل علماء البيانات والاستشاريين الاستراتيجيين يعد تحديا ماليا كبيرا لشركات صغيرة ومتوسطة الحجم.
فرص الفرص:
على الرغم من كل هذه التحديات، هناك عدة طرق يستطيع بها مؤسسات SMEs مواجهة أزمة البيانات الضخمة واستغلال فرصها:
- الحلول المستندة للسحابة: تعتبر الخدمات السحابية خيارا جذابا لأنه يلغي الحاجة إلى البنية الأساسية باهظة الثمن ويسمح بإمكانية توسع مرونة حسب الطلب بناء على احتياجات العمل المتغيرة. خدمات مثل Google Cloud Platform, Amazon Web Services, Microsoft Azure تقدم أدوات متنوعة لدعم تحليلات البيانات بسعر قابل للتكيف.
- الشراكات والمعاهدات: ربما يكون اقامة تحالفات مع الجامعات المحلية أو مراكز البحوث العلمية فكرة جيدة لتبادل المعرفة والخبرات البحثية مجانا أو بتكاليف مخفضة نسبيا مقارنة بتعيين موظفين دائمين لديهم نفس الدرجة من الخبرة العلمية الواسعة في مجال علوم البيانات.
- البرامج الآلية لأتمتة بعض العمليات: هناك العديد من الروبوتات الجاهزة بالفعل لإجراء عمليات تنظيف وإنشاء نماذج أولى وتحسين مجموعات بيانات محددة دون أي تدخل بشري فعلي والذي بدوره يقلل من العبء التشغيلي ويتيح التركيز على التفاصيل الأكثر تعقيدا.
- استثمار الابتكارات الناشئة: تعد تكنولوجيات جديدة مثل التعلم التعزيزي وعلوم البيانات العملية مفيدة لمواجهة مشكلات تخزين ومعالجتها بسرعة وكفاءة أكبر وبأسعار أقل بالمقارنة مع الحلول القديمة والقائمة بذاتها حاليًا.
هذه مجرد أمثلة قليلة لكيفية ممكن أن تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة حجمًا تحديات إدارة البيانات ومن ثم كيف تستغل كذلك فرصة الاستفادة القصوى منها ضمن حدود الإمكانيات المالية المتاحة لها جميعاً!