- صاحب المنشور: حسن الزوبيري
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي، باتت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأشخاص حول العالم، خاصة فئة الشباب. هذه المنصات الرقمية التي كانت في الأصل أدوات للتواصل والترفيه قد تطورت لتتحول إلى ساحات ثقافية معرفية واسعة التأثير. يمكن لهذه الوسائط الحديثة أن تعزز المعرفة والتفاعل الاجتماعي بطرق غير مسبوقة؛ حيث توفر للمستخدمين الوصول الفوري والمباشر إلى المعلومات والثقافات المتنوعة عبر الشبكة العنكبوتية. لكن هذا الانتشار الكبير لها أثبت أيضًا وجود جوانب معاكسة محتملة تتعلق بتشكيل الهوية الشخصية وتكوين وجهات النظر.
تأثيرات إيجابية
من بين التأثيرات الإيجابية الأكثر شيوعاً استخدامها كمرآة عاكسة للأحداث الجارية والشؤون العالمية. يسهّل موقع مثل "فيسبوك" أو "إنستغرام"، على سبيل المثال، تبادل الأخبار والأفكار بشكل فوري ومباشر، مما يعزز الوعي العام والقضايا الاجتماعية. بالإضافة لذلك، فإن شبكات التواصل تتيح الفرصة للشباب العرب للتعلم المستمر من خلال الدورات الإلكترونية والبرامج التعليمية المجانية المتاحة بكثرة عليها والتي تغطي مجموعة متنوعة من المواضيع الأكاديمية وغير الأكاديمية.
التأثيرات السلبية المحتملة
على الرغم من ذلك، هناك مخاوف جدية بشأن الآثار السلبية المحتملة لوسائل الإعلام الجديدة على الصحة النفسية والعقلية للشباب العربي. فقد يؤدي الاعتماد الزائد عليها إلى الشعور بالوحدة والإعراض الواقعي بسبب مقارنات مستمرة بالإنجازات الظاهرية للفئات الأخرى. كذلك، يساهم الترويج للإعلانات والحملات التسويقية الخادعة في تشكيل مفاهيم مالية خاطئة لدى شريحة كبيرة منهم وقد تؤدي بحالات متطرفة للحصول على أموال بطرق غير مشروعة كالاحتيال مثلاً.
دور الأسرة والمجتمع
للأسرة دوراً حيويا في مراقبة حجم التعرض لهذه التقنيات، توجيه الأطفال نحو المواد المفيدة منها وتعزيز قيمة العمل اليدوي الحقيقي خارج نطاق الشاشات. أما المجتمع فهو مطالب بإعادة ترسيخ القيم الأصيلة والدينية التي تحافظ على هويتنا العربية الإسلامية وسط موجة العولمة الرقمية الجامحة.
وفي النهاية، رغم تحدياتها الواضحة إلا أنه يبدو واضحاً بأن وسائل التواصل ستظل قائمة وستكون لاعباً رئيسياً في تشكيل واقعنا اليوميمستقبلا أيضا - فالتركيز ينصب الآن اكثر فأكثر حول كيفية الاستخدام الأمثل والاستعداد الذكي لمواجهة تلك التحولات الهائلة وما تصاحبها من عقبات وفرص جديدة أمام كل فرد وعائلة ومنظمة مجتمع مدني وحتى الحكومات نفسها!