من بين ثروات الأرض المعدنية الرائعة يأتي الجبس؛ هذا المركب ذو التركيب الكيميائي CaSO₄•2H₂O والذي يلعب دوراً محورياً في مختلف القطاعات بدءاً من البناء وحتى الأدوات الصحية. سنتعمق هنا في العملية المحكمة لصنع الجبس، والتي تتضمن عدة خطوات رئيسية تبدأ باستخلاص خاماته وتنتهي بإنتاج منتج نهائي جاهز للاستخدام.
- الاستخلاص والتجهيز: أول مرحلة تتمثل في حصاد الجبس من رواسبه الأرضية. عادةً ما يتطلب الأمر أدوات ثقيلة لكسر الخيوط الكبيرة منه وتحويلها لأجزاء أصغر. بعد ذلك، تمر هذه الأجزاء عبر عملية طحن دقيقة تجعلها تشبه الغبار. الغرض الرئيسي لهذه الخطوة هو إزالة أي شوائب قد تكون موجودة مثل السيليكا وكربونات الكالسيوم وضمان أحجام جسيمات ثابتة تعمل بشكل جيد في التطبيق التالي - التحميص.
- التحميص: تسمى المرحلة الثانية "التحميص" لأنها تنطوي على تسخين الجبس بطريقة محكومة لإحداث تغييرات هيكلية فيه وفي رطوبته. هناك عدة طرق للقيام بذلك بما فيها طريقة الفرن الدوار المستمر ذات التيار المضاد والطريقة الحلزونية المستمرة وغيرها الكثير. الهدف الأساسي هنا هو تحويل الجبس إلى شكله الأكثر شيوعاً والمعروف باسم gipsum hemihydrate (SH) والذي غالبًا ما يشار إليه باسم gypsite or plaster of Paris. هذا النوع من الجبس لديه قابلية عالية للتصلد عند خلطه بالماء.
- الطحن: بعد التحميص، يخضع المنتج لنظام طحن جديد للحصول على ناعمة وحجم مناسب للجسيمات النهائية. أثناء هذه العملية، يتم فرز الحبوب الأكبر حجماً وعادتها لطحن إضافي لضمان توحيد المنتوج النهائي قدر الإمكان.
- تخزين وتخفيف: رغم أن بعض أنواع الجبس يمكن استخدامها فور انتهاء عملية الطحن الأخيرة، إلا أنها غالباً تحتاج لمزيد من الوقت كي تستقر تماماً وتعالج نفسها ذاتياً. ولذلك، يوضع الجبس عادة ضمن مستودعات مخصصة لمدة زمنية محددة لتجنب فقدان خصائص التقسية الخاصة به وانتظار الوصول إلى حالة مثالية نسبياً للتركيبة الداخلية له قبل إعادة طرحه للسوق والاستعمال القصدي المخصص له سابقاً.
هذه العملية الهندسة المكثفة لها تأثير كبير على الحياة اليومية بسبب تنوع استخداماتها وفعاليتها الاقتصادية الهائلة في مجال البناء والإعمار والصحة العامة كذلك.
