- صاحب المنشور: تالة الشاوي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي الذي يتسم بالتقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع، أصبح التواصل عبر الوسائط الرقمية شائعًا أكثر فأكثر. هذا التحول ليس فقط حول الطريقة التي نتواصل بها ولكن أيضا كيف تؤثر هذه التقنيات الجديدة على المهارات الأساسية للاتصال بين البشر. بينما توفر التكنولوجيا وسائل جديدة للتواصل مثل الرسائل النصية الفورية والبريد الإلكتروني والمحادثات المرئية وغيرها، فإنها قد تتسبب أيضًا في تغيير طبيعة التواصل الإنساني كما نعرفه.
من جهة، سهلت التكنولوجيا العملية اليومية وأصبحت جزءاً أساسياً منها. فهي تتيح لنا الوصول إلى المعلومات بسرعة كبيرة وتسهل تبادل الأفكار والمعرفة بغض النظر عن المسافة الجغرافية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتكنولوجيا تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع والدعم الاجتماعي خاصة بالنسبة للأفراد الذين يعيشون بعيداً عن أسرهم أو لديهم قيود جسدية تحول دون الحضور المادي لمناسبات معينة.
على الجانب الآخر، هناك مخاطر محتملة مرتبطة باستخدام التكنولوجيا في التواصل. أحدها هو انخفاض القدرة على فهم لغة الجسد والإشارات غير اللفظية الأخرى والتي تعد أمورا مهمة في التواصل وجهًا لوجه. هذا يعني أنه قد يصبح لدى الناس صعوبة أكبر في فهم المشاعر والنية خلف الكلمات المكتوبة أو المنطوقة عبر الشاشات. كذلك، أدى الاعتماد الكبير على الرسائل القصيرة والنصوص القصيرة إلى تشويه بعض جوانب اللغة العربية القيمة كاستخدام الألقاب والألقاب الأدبية والعبارات الدبلوماسية المعتادة عند 대화 شخصيًا.
كما يمكن لتكنولوجيا التواصل الحديثة أن توسع فجوة الانفصال الاجتماعي حيث يقضي الكثيرون ساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر والشاشات الذكية مما يؤثر سلباً على العلاقات الشخصية الواقعية. وقد ينتج عن ذلك شعور بالعزلة وانعدام التعاطف الحقيقي بين الأشخاص بسبب عدم الضرورة للحفاظ على اتصال جسدي متكرر.
وفي النهاية، يبدو أنه رغم كل الإيجابيات المرتبطة بالتكنولوجيا والتفاعلات الرقمية، فإن التأثير السلبي المحتمل عليها لا يمكن تجاهله. وبالتالي، هناك حاجة ملحة لإعادة تعريف الحدود بين العالمين الفيزيائي والرقمي حتى يستطيع المجتمع الاستمتاع بمزايا الثورتين الصناعية والثورة الرقمية مع تقليل الآثار السلبية قدر المستطاع. إن تحقيق توازن بين استخدام التكنولوجيا لتحسين طرق التواصل والحفاظ على الروابط الإنسانية أمر ضروري لاستدامة الصحة النفسية والاجتماعية.