غزل الصوف هو فن قديم يحول ثروة طبيعية خام إلى سلع جميلة ومتنوعة الاستخدام. تبدأ هذه الرحلة من أغنام تربى بكفاءة في الريف، حيث تقوم السيدات بتقليم الصوف باستخدام أدوات خاصة. قبل البدء في الغزل، يتم تنظيف الصوف بعناية لإزالة أي شوائب أو عوالق عالقة فيه؛ هذه الخطوة ضرورية للحصول على ملمس ناعم وجاذبية جمالية.
بعد مرحلة التنظيف، يدخل الصوف مرحلة الغسل المتكرر بالماء لتطهيره تمامًا. يُترك الصوف ليجف تحت أشعة الشمس الدافئة لمدة عدة أيام، مما يساهم في تعزيز قوة وتماسك الألياف بشكل طبيعي.
في خطوتها التالية، تمر عملية الإنتاج بمرحلتين رئيسيتين هما "تفريح" الصوف و"غزله". أثناء التفريط، يتم توسيع سطح وحجم الصوف عبر فرشاته يدويًا؛ تساعد تلك العملية أيضًا في إذابة عقد الصوف وتحقيق توافق بين أليافه. ثم يأتي دور الغزل - وهو قلب العمل - حيث يتم لف الخيوط بإتقان لينتج لنا خيوطًا طويلَّة وأنسجة مرنة وخفيفة الوزن نسبيًّا.
لكي نضيف المزيد من التنوع للأعمال المنتهية، نقوم بجمع أعداد متعددة من هذه الخيوط الرفيعة معًا وتشكيل حبلا منها. وفي نهاية المطاف، نخيط الحبُّل إلى خيطٍ واحد كبير وطويل نسبيا يسمى "الحزمة". هنا تكتمل نصف الطريق نحو الحصول على المنتج النهائي المرغوب!
غالبا ما تتطلب عمليات التصميم والتلوين احترافية عالية نظرًا لمحدوديتها التقليدية والمعايير الجماليه الخاصة بها. توضع الحزم داخل أحواض مليئة بمحلول ملون مائي بدرجات متفاوتِه حسب الطلب؛ يستمر الماء الساخن جنبا إلى جنب مع مزج اللون لساعات قليلة قبل نزعه مجددا وغسل الزوائد الزائدة عنه برفق لمنحه إشراقه نهائية تشعرك بالسعادة عند رؤيته. أخيرا وليس آخرُا ،يتم تكديس قطع المنتوج المشغول حديثا فوق بعضها البعض بترتيب محكم وينقل إلى منطقة ذات تهويه جيّده للتخلص غير مباشرة من المياه والشوائب الأخرى المحبوس داخليات .
إن تكنيات صنع الأقمشة الغنية مثل البرلمان والقماش الحريري وغيرها الكثير تعد جزء مهم من الثقافة الشعبية العربية القديمه ولذالك فإن تقدير جمال وكفاءة منتاجاتها يعد علامة بارزه علي المهاره والحرفيه المستمدة من الروح الانسانيه والإبداعية للإنسانية نفسها.
تجدر الاشارة إلي ان الاختيار المعتاد للعوامل المؤثرة علي سماكة الخيوط يحدث عبر زيادة دورات التشابك وتعريض ذالك الي عوامل خارجية تؤثر عليها لتغيير بنيتها الداخليه وفق ماتخطط له مالكات تلك الموهبه الفائقة بلا شك.
كما انه بالإمكان اعتبار عمليه الغزل مصدر رزق أصيل لأصحاب حرفته وكذلك طريقة مشرفه لجذب المزيد من العملاء الراغبين بالحفاظ علی تراث الماضي وثقافة المنطقة المضيفة لهم ايضا . فقد كانت معظم المرأة العربيه تستمع بهذة الوظائف تقليديا ومازالت العديد مستمرة بذلك حتى وقتنا المعاصر رغم الانتشار الواسع للمنتجات الآلية الحديثة والتي تغطي جل الاحتياجات البشرية لهذه النوعيات تحديدا ولكن يبقي للحرفة تدعيم قيمي وروحية مرتبط ارتباط مباشرا بالتاريخ الحي والعادات الحميده النافع لها جميع اصناف المجتمع بدون استبعاد أحد منهم بالنضر لما يوفره لصاحبها مقابل عمل بسيط نقدمه بكل تقدير واحترام لمن يقوم بانجاز واجبات مهنتة بحريه حقيقة ودون تأثير خارجي علي جوهر ماهمتة الاساسية وهي تقديم خدمة مفيدة لكل مجتمع حول العالم بجودة عالمية وفريدة للغاية !
