تشتهر مدينة فاس، دومًا وعبر القرون، بتراثها الثقافي الغني وبحرفها اليدوية القديمة التي تعكس أصالة المنطقة والعريقة فيها. إنها المدينة التي حافظت بحماس على تقليداتها ومعارفها المتوارثة جيلاً بعد جيل، مما جعل منها مركزًا حيويًّا للحرف التقليدية في المغرب.
تُبرز الأسواق الشهيرة لفاس تنوعًا رائعًا لهذه الحرف، حيث تجذب السياح من كل مكان لشراء التحف الجميلة والأعمال اليدوية التي لم تتغير كثيرًا عبر عقود طويلة. بين أنقاض تاريخية عمرها قرون وبين حكايات الماضي، يشهد سوق المدينة نشاط الحياة الحديثة أيضًا - لكن بطابع قديم وطراز مغربي مميز.
تلعب الصناعات التقليدية دورًا رئيسيًا في الاقتصاد المحلي للفاسيين؛ وقد تطورت لتضم العديد من الأقسام الفرعية المختلفة مثل:
الصناعات الجلديّة:
هذه القطاعات تشمل مجموعة واسعة من المنتجات المرتبطة بالجلد بما في ذلك دباغة الجلود لصناعات كالزيواني وشربيل وغيرهما بالإضافة للأحذية والنعل والسروج والتطعيمات الجلدية والحقائب واللباس المصنوع من جلد الأنعام والكراسي والديكورات المنزلية الأخرى.
الصناعات الطينية والحجرية:
وذلك يشمل الخزفيات الفنية والفخار التقليدي وزليج الأرضيات وكسر الرخام ونقوش الحجارة وجبس التفاصيل الهندسية مع استخدام مواد طبيعية متاحة محليا كمواد خام لأفران الطوب والخزفيات. كما يوجد أيضا فن "البجماطي" وهو عبارة عن قوالب خشبية تستخدم لإنتاج أرضيات مزخرفة بشكل جمالي ثلاثي الأبعاد باستخدام عجينة الجص الملونة.
الصناعات النسيجية:
حيث ينتج غزل الأغنام وتمثيل حكاية فرشاة الشعر العرجوني وغزل الزيليج والطرحات المنسوجة يدويآ بالحلق شعر الغنم, كما يقوم سكان المدينة بخياطة عباءات وملابس ثقافية متعارف عليها داخل المغرب بنمط التصميم الخاص بها ويتضمن عملهم كذلك صناعة وسائد وأقمشة مستوحاة من الطبيعة حول مدينة فاس ويشيع صنع ستائر خارجية للخيام وبطانية أمازون مصنوعة من الصوف المصبوغ يدوياً بألوان نابضة بالحياة ومتلاعب بها حتى تصبح مطرزة بإبرة ذات تصميم فاخر.
الصناعات الخشبية :
ثم تأتي مهنة النحاتين الذين يعملون على منحوتات خشبية مذهلة تحمل بصمة إبداع الفنانين المغاربيين القدماء ولكن ليس فقط هذا بل يستخدم الخشب ايضا لبناء أثواب أثاث منزلية رائعة خاصة عند رؤية عمل كرسي مخدد وقطع اخرى من نفس النوع مصممة خصيصا للاستخدام المنزلي تزدان بزخارف فريدة ومتميزة .
الصناعات النباتية والمعدنية :
تقدم لنا تلك المهنة منتجات متنوعة كالفلك والنسيج وفصل أشجار النخيل لصناعة سعف مشغول يدويا ويستغل بعض الأشخاص جذوع الخوص لتحويلها لحبال شباكات صيد للسوق المحلية بينما يبقى البعض الآخر ملتزم بممارسات أكثر تقدمًا لاستخلاص مادة الألمونيوم اللازمة لطرق المسامير وتعزيز الهيكل الخارجي للشقق سكنية العملاقة واستخراج نحاس ذهبي ذو شعبية عالمية وصياغة سبائك فضة عالية الجودة استعداد للبيع لمن يرغب اقتنائها باعتبار أنها تمثل مصدر رزق أساسيين لسكان المدن السبع التاريخية بالعاصمة الإدارية لعهد الدولة الموحدييين قبل قرون مضت ومازال إنتاجهم المستمر يجسد هيبة ورث حضاري موروث يعترف به الجميع بأنه جزء لا يتجزء من هويتها الوطنية جمعاء.
وفي النهاية ، فإن مساهمات محافظة فاس الثقافية ليست مجرد علامات بارزة للتطور المحلي فحسب ؛ بل تعد مثالاً واضحاً للعلاقات الوثيقة بين الفن والصناعة والحياة الاجتماعية..فهناك رائحة عطرة تفوح من ذكرى عمال محترفين يؤمنون بأن روح حب حرفتهم تساوي الكثير جدا!
