- صاحب المنشور: هبة بن علية
ملخص النقاش:
يتناول هذا الحوار جوهر الحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأجيال داخل المجتمع. يرى وسن المدغري أن هذا الحوار ليس مجرد مساعي للسلوك الاجتماعي، وإنما هو تجديد دائم للعقلانية الثقافية وكبح لسعار التجمد المعرفي. إنها مسؤولية أخلاقية تتجلى في احتضان الاختلاف والاستفادة منه.
يترتب على راضي بن يوسف أن هذه الرؤية دقيقة، لكن التحذير مطلوب من الوقوع في دوامة جدليات عقيمة وعدوانية. رغم أهمية الاختلاف الفكري، فهو بحاجة لحاضنة حوار قائمة على الأسماع والفهم المحتشم للآراء الأخرى.
من جهته، يقترح رياض بن العيد نهجا أكثر جرأة، مشيرا إلى أن غياب المناظرات الفكرية نفسها يعد نوعا آخر من البلادة الذهنية. كل فرد يتمتع بإطار فهم خاص به والذي يتفاعل مع أصوات أخرى مبتعدة عنه بكثير؛ وهو تراكم تلك الأصوات المخالفات والتي تبني قوة الابتكار والحراك.
وفي المقابل، يُشدد أحمد اليعقوبي على أن تركيز طويل الأمد على الخلافات لمجرد كونها خلافات يمكن أن يؤدي بنتائج عكسية. الغاية ليست صرف الانتباه عن المعارك البيضاء، ولكن البحث عن تعاون يفيد الجميع ويعمق القيم المؤسسة للمجتمع. الدعوة لاستماع متقبل وليس رد فعل عدائي، خصوصا فيما يتعلق بالأمور شديدة الأثر الثقافي والقيمي.
ويرحب راضي مرة أخرى بتلك الرؤى ويثير تصميما جديدا: الشعور بالعجز أمام الاختلاف ليس الحل المثالي. بل تقبل دور الاختلاف كنقطة انطلاق للتكامل مثل تناغم الأدوات الموسيقية المختلفة. إنها رسالة واضحة مفادها أن القدرة الحقيقية للنظام تكمن في امتصاص وتيرة وصخب الأنغام المختلفة بالإضافة إليها.
هذا الحوار، إذًا، يجسد جدلية عميقة حول طبيعة الطرق المثلى لممارسة الحوارات الدورية عبر الأجيال ودورها الحيوي في ضمان الصحة العامة للأفكار الثقافية والعقلانية الإنسانية عموما.