- صاحب المنشور: رزان البرغوثي
ملخص النقاش:تتزايد أهمية الذكاء الاصطناعي بسرعة في مختلف الصناعات حول العالم، وهو ما يثير نقاشاً واسعاً بشأن تأثيراته المحتملة على سوق العمل والمهن المستقبلية. بينما يعتبر البعض أن التطور التكنولوجي قد يؤدي إلى فقدان الوظائف التقليدية بسبب الروبوتات والأتمتة، يشير آخرون إلى الفرص الجديدة التي يمكن أن يخلقها هذا التحول الرقمي.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل؟
أولاً، هناك أدلة تشير إلى أن بعض الأدوار المهنية التقليدية ستختفي تمامًا مع زيادة اعتماد الشركات على حلول الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. الأعمال المتكررة أو تلك التي تتطلب تكرارا عاليا للمهام مثل خدمة العملاء البسيطة، أو عمليات التصنيع القياسية، هي أكثر عرضة للخطر. الدراسات تظهر أنه بحلول عام 2030، من المتوقع أن يحل الذكاء الاصطناعي محل حوالي 85 مليون وظيفة عالمياً.
خلق فرص جديدة
ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي لا يعادل خسران كل شيء. بل إنه غالبًا ما يساهم في إنشاء المزيد من الابتكار وتقديم نماذج عمل جديدة تحتاج إلى مهارات محددة ومتخصصة. بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون التعلم والتكيف مع هذه البيئة الرقمية الناشئة، يمكن للأعمال المرتبطة بتصميم وبناء وصيانة نظم الذكاء الاصطناعي أن توفر مستقبلاً مزدهراً. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدور الذي سيلعبه البشر كمدربين وخلاقيين لهذه التقنية قد يكون محوريا في الاقتصاد الجديد.
إعادة تعريف المهارات اللازمة
لتبقى متفوقا في عصر الذكاء الاصطناعي، يتعين على العمال تحديث مهاراتهم باستمرار. المهارات الأكثر مطلبا اليوم تشمل البيانات العلمية، الهندسة البرمجيات، البرمجيات الحاسوبية المتقدمة وغيرها من المجالات ذات الصلة بالتكنولوجيا. كما يتوقع الخبراء أن الطلب سوف يتضاعف أيضاً على الأفراد الذين يتمتعون بقدر عالٍ من القدرة الإنسانية مثل التفكير النقدي والإبداعي، التواصل الفعال والعاطفة الاجتماعية.
دور التعليم والصناعة
إعادة تدريب قوة العمل وإعداد الجيل الشباب لتلبية متطلبات الاقتصاد الحديث تعتبر قضيتين حاسمتين لمواجهة آثار الذكاء الاصطناعي. الحكومات والشركات عليها مسؤولية مشتركة لتحقيق هذه الغاية عبر تقديم دورات تعليمية عملية وعالية الجودة تستهدف تطوير القدرات العملية والفكرية للعاملين الحاليين والأجيال المستقبلية.
وفي النهاية، رغم تحدياته الواضحة، يبدو واضحاً أن الذكاء الاصطناعي لن يبيد الوظائف القديمة فحسب ولكن أيضا ينشئ مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفرص الجديدة لهؤلاء الذين هم مجهزون ومستعدون للتكيف والاستفادة منه.