الروبل الروسي، المعروف أيضًا باسم "ruble"، يعد العملة الرسمية لروسيا منذ قرون عديدة. تعود جذور هذه العملة إلى القرن الثالث عشر عندما بدأت تستخدم لأول مرة داخل الإقليم الروسي الكبير آنذاك. وهو بذلك أحد أقدم العملات الوطنية المتداولة حتى اليوم، مدعومًا بتاريخ ثقيل ومتنوع عبر الزمن.
يتكون الروبل الروسي الحديث من مائة وحدة أصغر تسمَّى كُبيكات (Kopeks). هذا التصميم عشري البناء جعل منه واحدًا من أوائل الأمثلة العالمية التي تنظم نظام التعاملات المالية بهذه الطريقة الدقيقة والمبسطة. وعلى مر العقود، شهد الروبل تطورات متنوعة بما فيها التحولات الجذرية مرتبطة بالحركات التاريخية الهائلة مثل سقوط الاتحاد السوفييتي واستقلالية الدولة الحالية.
في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، تأثر الروبل بشكل كبير بانحرافات السوق عقب تفكيك المنظومة الشيوعية السابقة. فقدان السلطة المركزية والحالة الفوضوية الاقتصادية العامة نتجت عنه فترة طويلة نسبياً من عدم الاستقرار المالي. ومع ذلك، نجحت الحكومات اللاحقة في معالجتها تدريجيًّا وعززت سيادة العملة المحلية مجددًا بحلول مطلع القرن الحادي والعشرين.
يعتمد اقتصاد روسيا حاليًا اعتمادًا كبيرًا على صادرات الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز الطبيعي والتي تشكل نسبة كبيرة من إيراداته الخارجية السنوية. رغم التأثير السلبي للأزمات الدولية الأخيرة، إلا أنها احتلت مركزًا متميزًا ضمن قائمة بلدان مجموعة العشرين الأكبر اقتصاديًا نظرًا لتوافر موارد طبيعية مهمة لديها بالإضافة لاستراتيجيتها الاقتصادية المستقبلية التي تسعى لتحقيق توازن مستدام بين النمو الداخلي والاستثمار الخارجي المؤثر.
بذلك، يمكن القول بأن الروبل الروسي ليس مجرد رمز نقدي صرف؛ ولكنه أيضا مؤشر حي للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بهاسيرة دولة ذات مكانة بارزة وجغرافية فريدة بين دول العالم المختلفة.