- صاحب المنشور: سمية بن الشيخ
ملخص النقاش:
بدأ النقاش بأثرٍ منتشٍ حول جمال تذوق الثقافات المختلفة عبر عالم الطهي. حيث أعرب "مي بن بركة" عن حماسه لهذا التنوع، مشيرا إلى الرغبة في إعادة تقديم الوصفات التقليدية بطرق مبتكرة وحديثة. جاء رد "بدرية الريفي"، مؤكدا على أن هذه التجارب تتجاوز كونها مجرد جمع للوصفات، بل إنها تمثل تبادل فنون وفنون بين مجتمعات مختلفة، وهي فرصة للتعرف على تاريخ وحياة الشعوب. ثم تطورت المحادثة لتشير "مديحة بن فارس" إلى أن طعم الطعام يمكن اعتباره وسيلة للاحتفال بالتاريخ والثقافة وبناء تفاهم أفضل بين الناس. كما شددت على أهمية الاحتفاظ بحاسة الفكاهة في المناقشات، لما له من دور في ربط الأشخاص وإدخال السرور إليهم.
غير أن "راغدة بن عزوز" اعترضت قائلا إنه رغم أهمية استخدام الطهي لتعزيز التواصل الثقافي والفهم المشترك، إلا أنه يجب عدم تضليل الجمهور بإعطاء صورة متكاملة وغير مضبوطة للإنسانية. فقد تؤكد الأمثلة التاريخية أن الثقافات لها طرق متنوعة للتصدّي والصراع، وهو أمر يستحق الاعتراف به بدلاً من التغطية عليه. بينما اقترحت "بدرية الريفي" مرة أخرى ضرورة النظر إلى التنوع الثقافي بعناية وتحفظ بسبب وجود التوترات والصراعات المستمرة بين الدول والمجتمعات استنادا إلى معتقداتها وتاريخها الخاص.
وفي نهاية الجدال، قدم "فؤاد العامري" زاوية جديدة للنقاش موضحًا أن الطهي يلعب دوراً سياسياً وثقافياً عميقاً في العلاقات الدولية. فهو يدخل ضمن اقتصاد البلدان الخارجية ويعكس قيمتها وتاريخها وهويتها الوطنية. واختتم "مي بن بركة" بالملاحظة الأكثر شمولاً، مفندا أن دراسة الطعام تقع خارج حدود الذوق والنكهة، وتمتد لتشمل القيم والمعرفة التاريخية للشعوب. وبالتالي، فإن أي نقل لقصص الطهي يجب أن يحدث ضمن سياقات اجتماعية واقتصادية واسعة.
هذا النقاش الموسع يبرز الديناميكية والعلاقة المعقدة بين الطعام, الثقافة, السياسة والتاريخ.