• صاحب المنشور: مسعدة السالمي
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الحديث، تواجه الأراضي الزراعية مجموعة من التحديات التي تهدد إنتاجيتها واستدامتها. هذه القضايا تشمل تدهور التربة، وتغير المناخ، والضغوط السكانية المتزايدة، بالإضافة إلى تحديات المياه والموارد الأخرى. إن استدامة الأراضي الزراعية هي قضية حيوية لتحقيق الأمن الغذائي العالمي والتكيف مع الظروف البيئية المتغيرة. سنتناول هنا بعض أهم التحديات أمام زراعة مستقرة وكيف يمكننا مواجهتها عبر حلول مبتكرة ومستدامة.

تدهور التربة: خطر يهدد الإنتاجية

تعد التربة الخصبة الأساس لأي نظام غذائي مستدام. لكن العديد من الأراضي الزراعية تعاني حاليا من مشكلات مثل التصحر، والتعفن الجذري، وانخفاض المحتوى العضوي بسبب الاستخدام الزائد للأسمدة الكيميائية أو الحرائق المنتظمة. هذا يؤدي إلى انخفاض القدرة على الاحتفاظ بالمياه والمغذيات الضرورية للنباتات، مما يقلل المحاصيل ويؤثر سلباً على الأرباح للمزارعين.

لتعزيز خصوبة التربة وتعافيها، هناك عدة طرق فعالة:

1. الزراعة الدورية: تبديل محاصيل مختلفة كل موسم لتوزيع متطلباتها المغذية بشكل أكثر كفاءة.
2. التغطيس الأخضر: ترك النباتات البرية وغير المرغوب بها لتنمو قبل البذر الرئيسي للحفاظ على المواد العضوية وتحسين بنية التربة.
3. تحسين إدارة المخلفات: إعادة تدوير المخلفات الزراعية لإنتاج سماد طبيعي غني بالعناصر الغذائية يدعم نمو النبات.

تأثير تغير المناخ على القطاع الزراعي

يتسبب الاحتباس الحراري في حدوث تقلبات جوية غير منتظمة تؤثر بشدة على توقيت وبنية محصول واحد ومن ثم التأثير بأكمله لسلسلة الغذاء العالمية. زيادة درجات الحرارة والجفاف الشديدان هما أكبر التحديات التي نواجهها الآن وقد أدى ذلك بالفعل إلى خسائر كبيرة في الإمدادات الغذائية حول العالم.

إحدى الحلول الأكثر بروزا لهذه المشكلة هي استخدام تقنيات الري الذكية الموجهة باستخدام البيانات المناخية الفعلية لتوفير مياه الري حسب الحاجة الفعلية للتربة والنباتات وليس بناءً على روتين ثابت قد ينتج عنه هدر كبير للمياه الثمينة خاصة خلال فترات الجدب الطويل. وهناك أيضا تقنيات جديدة أخرى تمكن المزارعين من تتبع كمية المياه الموجودة تحت الأرض وأين ومتى أفضل وقت لشرب الأرض منها وذلك لمنع الفيضانات والأضرار الجانبية المرتبطة بالتغيرات المفاجئة في الرطوبة داخل التربة.

ضمان الأمن الغذائي رغم تزايد عدد السكان

مع ارتفاع معدلات النمو السكاني عالمياً -من المتوقع أن يصل تعداد البشر بمئتي مليون آخر بحلول العام ٢٠٥٠- ستزداد حاجتنا لمزيدٍ من الطعام بنسبة قدرها ٧٠٪؜ مقارنة بتلك اليوم . ليس بالأمر الهين تحقيق انتاجية أعلى بدون توسيع نطاق المساحة المخصصة للسوق كما أنها ليست عملية اقتصاديًا ولا بيئيًا كذلك فالعلاقة بين حجم الانتاج ومساحته محدود للغاية وغالبًا سيأخذ ذلك شكل "زيادة عشوائية" في الكم حتى وإن كانت النوعيه أقل بكثير لما كان عليه سابقًا. لذلك فإن التركيز الأكبر سيكون على تحسين مستوى المنتج نفسه عوضا عن زيادة مساحاته وهذا يتضمن أشياء عديده كأنواع جديده واحسن من الخلطات التقليديه إضافة لاستعمال نوع مختلف وتخصص إبداك اسلوب خاص عند الانتاج والذي يستجيب مباشرة للعوامل المضيق عليها وعلى سبيل المثال ، ظهر مؤخراً نهج يسمى متعدد النظم حيث يتم مزج اكثر من مزرعه ضمن النظام الواحد سواء تلك الخاصة بالنباتات والثمار والخضروات وكذلك الحيوانات الصغيرة والكبيرة وحتى الطيور جميعهم يعيشوا بجواربعضهم البعض بطريقة تخلق تكامل بيولوجي تعالج فيه مخاطر الانفرادية ويمكن أيضًا تصنيفه تحت تسمية "النظام الايكولوجي الذي يحرك الاقتصاد" حيث يعد