لفترة طويلة جدًا، كان صنع الفخار جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، يعكس المهارة والابتكار الإنساني. تعود جذور هذا الفن إلى آلاف السنين، ويمكن رؤية تأثيره في كل ركن من أركان العالم. سنستكشف هنا عدة طرق متنوعة لصنع الفخار والتي توارثتها ثقافات مختلفة عبر القرون.
الطريقة اليدوية التقليدية
تعتبر طريقة التصنيع اليدوي واحدة من أقدم الأساليب المعروفة. بدأت هذه الطريقة مع استخدام الأصابع مباشرة لإنشاء أشكال بسيطة، مثل الأكواب والمزهريات. ومع ذلك، مع مرور الوقت، أصبح الفنانون يطورون الأدوات الخاصة بهم لتحسين العملية.
على سبيل المثال، في اليابان القديمة، طور حرفيو الفخار تقنية "raku" لإنتاج أكواب الشاي. تتضمن هذه التقنية تكديس قطع صغيرة من الطين الرقيق على شكل لوح مسطح كبير، مما يخلق قاعدة مستوية لأوعية زخرفية أو وظيفية. يمكن أيضًا تحقيق الأشكال الأكثر تعقيداً، بما في ذلك الأوعية الجوفاء والأواني ذات الألوان المتعددة، من خلال نسج خيوط طويلة من الطين حول بعضها البعض لإنشاء الجدران الخارجية للأشياء.
عجلة الفخار: الدوران والإبداع
كانت عجلات الفخار موجودة منذ أكثر من 6,000 سنة مضت في مصر القديمة. تُعد هذه الآلات المفتاح لمجموعة واسعة من الأعمال الفخارية الرائعة التي ظهرت عبر تاريخ البشرية. تقوم العجلة بتدوير كتلة الطين بينما يقوم الخزاف بحفر تفاصيل دقيقة عليها باستخدام أدوات خاصة. إنها ليست فقط فعالة ولكنها أيضا مشوقة بصريا وممتعة للعمل بها.
يتيح دمج قالب قابل للتخلص منه بعد مرحلة التشغيل العمودي للفنان القدرة على إنتاج كميات كبيرة بسرعة وكفاءة نسبيا. ومع ذلك فإن معظم أعمال فخار العجلة تتم يدوياً تماماً - وهي نشاط يحتاج إلى مهارات فريدة ومرونة وإتقان عميق للنظام البيئي الحي لمنتجات الطين النيئة والحرارية.
التنقيح بالنار: تحويل الطين الخام إلى قطع مقاومة للحرارة
بعد الانتهاء من تشكيل القطعة سواء كانت مصنوعة يدوياً أو بواسطة عجلة الفخار تبدأ الرحلة التالية نحو إعطائها القوة والديمومة اللازمة لمقاومة الماء والحرارة والعوامل الأخرى المؤثرة. يوفر التدليك حلاً طبيعيًا رائعاً لهذه المهمة حيث يساعد التعرض الحراري على تغيير تركيبة المواد المعدنية الموجودة داخل التربة الأصلية بطرق مفيدة للغاية.
بدأ العصر الحديث لاستخدام المدافن الحديثة المصنوعة من مواد غير قابلة للاشتعال مثل الحجر والبلاط وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارتها وانبعاثاتها المنخفضة مقارنة بنماذج الوقود الأحفوري القديم كالفحم النباتي والفحم الصخري وما شابههما كثيرًا الآن . بالإضافة لذلك فإن هناك العديد من البدائل مثل الغاز الطبيعي والبروبان والخشب الكهربائي والخيارات الأخرى المعتمدة اعتماداً أساسياً على سهولة الحصول عليهم واستدامتهم المتاحة لكل موقع عمل خاص بك!
الانصهار الحراري: اكتشاف جمال اللهب
قدّم اليابانييون التقنية المعروفة باسم 'Anagama' - وهي نوع من البرانس المحترقة بالحطب والذي يقسم الداخل إلى غرفتين رئيسيتتين وفواصل بينهما تسمح بإدخال الهواء الخارجي للمساعدة في إشعال النار وتحكم فيه بدرجة حرارة أعلى قليلا مما قد يتوقع المرء عند النظر إليه خارجيًا فقط نظرا لبنيته الواحدة الواجهة الأمامية فقط... كما وجدت نفس النوع التجاري العام المنتشرة عالمياً تحت وصفalternate name 'Noborigama'.
بشكل عام ، يعد فن خلق الأشياء الجمالية الوظيفية من أحلك الأرض أحد أهم جوانب الثقافة العالمية والثروات الشخصية للفنون التطبيقية التي لا تعد ولا تحصى بالمئات بل بالألوف –مستمرة ولديها قدر كبير جداً من الاحتفاء بالتراث والكرامة المهنية المثيرة للإعجاب حقًا!