مفهوم التكتلات الاقتصادية ودورها في تعزيز النمو المشترك بين الدول

تكتل اقتصادي هو اتحاد دولي يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية من خلال تنسيق السياسات التجارية والمالية والاستثمارية. هذه التكتلات تعمل كإطار

تكتل اقتصادي هو اتحاد دولي يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية من خلال تنسيق السياسات التجارية والمالية والاستثمارية. هذه التكتلات تعمل كإطار عمل مشترك لدول الأعضاء لتحقيق نمو اقتصادي متوازن ومستدام. هناك عدة أنواع رئيسية لتكتلات اقتصادية، كل منها له خصائصه الفريدة وغاياته الاستراتيجية الخاصة.

الأنواع الرئيسية للتكتلات الاقتصادية:

1. منطقة التجارة الحرة (FTA)

منطقة التجارة الحرة هي اتفاق بين دولتين أو أكثر لإزالة الرسوم الجمركية والحواجز التجارية الأخرى أمام البضائع والخدمات المنتجة داخليا داخل المنطقة. هذا النوع من التكتلات يدفع نحو زيادة التجارة البينية وتعزيز المنافسة الصحية بين الشركات المحلية والدولية. مثال شهير لمنطقة تجارة حرة هو الاتحاد الأوروبي، والذي قام بتسهيل حركة الأشخاص والبضائع والأصول المالية عبر حدود الدول الأعضاء فيه بشكل كبير منذ إنشائه عام 1993.

2. الاتحاد الجمركي (CU)

الاتحاد الجمركي يشبه منطقتَيْ التجارة الحرَّة؛ ولكنه يضيف شرطاً إضافياً وهو تطبيق نِسَبٍ موحَّدة وغير مفروضة للرسوم الجمركية على جميع الواردات القادمة من خارج المنطقة الجمركية الموحدة. وهذا يؤدي إلى سوق واحدة ومعيار واحد لفرض الضرائب والتعريفات على سلع غير محلية المنشأ. أمثلة بارزة للاتحادات الجمركية تشمل كومنويلث البلدان المستقلة والسوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (Mercosur).

3. السوق الموحد (CM)

السوق الموحد يأخذ الأمور خطوة أبعد بإزالة كافة العقبات التي تحول دون حرية انتقال رأس المال والسلع والخدمات والأيدي العاملة بحرية بين الدول الأعضاء. بالإضافة لذلك، يتم تبني سياسة ضريبية موحدة ضمن الحدود الوطنية لكل دولة عضو بينما يتم تحمل مسؤوليات نقدية مشتركة تحت مظلة مؤسسة مركزية مثل المركزي الأوروبي بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

4. الاتحاد النقدي/النقد الواحد (MU)

في مستوى أعلى بكثير، فإن هدف الاتحاد النقدي هو توحيد العملات الوطنية لإحدى الدول الأعضاء لصالح استخدام عملة موحدة ذات قيمة ثابتة فيما بينها وكذلك استبدال السياسات النقدية المتباينة بسياسات نقدية موحدة تديرها بنوك مركزية مستقلة ولكن تخضع للمراقبة العامة وللمجلس الأعلى للأمم المتحدة الاقتصاديين للدولة الرائدة عادةً والتي عادة ما تكون الدولة الأكثر قوة واقتدارا بحسب مؤشرات معينة قد تم الاتفاق عليها سابقًا عند التحضير لهذه الخطوات العملاقة باتجاه تكامل economies .وبالتالي ستحتاج تلك الحكومات أيضا إلى تسليم قدرتها على طباعة وتوزيع نقود وطنيه مقابل اعتماد النظام الاحترازي السابق ذكره اعلاه. يعد اليورو رمز الحد الادنى لاتحاد مالي واستقرار نصبت عليه آمالا كبيرة وايجابيات عديدة أسفر عنها مصداقيتها لاحقا وذلك عندما نجح الاتحاد الأوروبي باختباره الناجح والتجارب اخرى اتبعته لاحقا كالذراع الغربي أتذكر اسم آخر انتمى إليه المغرب كذلك قبل الانفصال عنه بعد عدم موافقتهم النهائية بداية العشرينيّات الأخيرة لبداية القرن الحالي الحالي كما فعل مصطفى الوطني الليبي عبد الله السنوسي حينما قررت طرابلس الخروج منه بسبب خلافاته الداخلية والخارجية المعروفة لدى الكثير مما أدى بدوره الى انفصاله الدائم حاليا وبالتالى أصبح الآن مهدد بالتوقف التام رغم مساهمته التاريخية الكبيرة آن ذاك!.

وفي ختام حديثنا حول عالم تكتل المصالح الكبير فإنه ليس بالضرورة أن تأخذ كل دولة طريق وحده إذ يمكن لها اختيار المسار المرغوب وفق رؤيتها السياسية وطموحاتها الاقتصادية بما يناسب الظرف السياسي المحلي والظروف الدولية المؤثرة بشكل مباشر على قراراتها وجوهر سياساتها الخارجية الداخلية كذلك! ومن هنا تبدأ الرحلة الطويلة والمعقدة للحياة الجديدة لشعب وأرض جديدة...


سفيان بن الطيب

1156 مدونة المشاركات

التعليقات