يلعب مفهوم الأمن الاقتصادي دوراً محورياً في تحقيق التنمية المستدامة، مما يؤدي إلى خلق مجتمع أكثر رسوخاً واستقراراً. وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن الأمن الاقتصادي يشير إلى القدرة على تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والماء والمأوى والدواء والتعليم بشكل مستدام ومستمر. هذا النوع من الأمان يسمح للفئات الاجتماعية بأن تشعر بالأمان والاستقلال الذاتيين، وهو أمر ضروري لبناء مجتمع قوي ومتماسك.
على الجانب الآخر، تمثل التنمية المستدامة هدف عالمي يسعى إليه الجميع - الدول والحكومات والمنظمات - للحفاظ على مكاسب التقدم الحالي مع ضمان توفر الموارد لأجيال قادمة. تتضمن خطط التنمية المستدامة مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات التي تركز على تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين، وخلق فرص عمل، ومعالجة القضايا المتعلقة بالفقر والبطالة. هذه الخطوات ليست فقط تعزز الثقة العامة في مؤسسات الدولة بل أيضا تخفف الضغوط التي يمكن أن تؤدي إلى نشوء الجريمة وانتشار الخوف وعدم الأمن.
تاريخياً، ظهرت الروابط بين الأمن الاقتصادي والتنمية المستدامة منذ فترة الحرب العالمية الثانية عندما سعى الليبراليون لاستخدام التنمية كوسيلة لمنع الصراعات ودعم رفاهية الناس سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. وأضاف المفكر باري بوزان منظور جديد لهذه العلاقة بإعادة تعريف الأمن ليس كمسألة عسكرية فقط ولكن كممارسة قائمة على تحقيق التنمية المستدامة.
يمكن دراسة العلاقات بين هذين المفهومين من زوايا مختلفة:
* البعض يرى أن التنمية هي المتغير المستقل وأن الأمن هو التأثير التابع؛ بمعنى آخر، لا يمكن الحصول على الأمن بدون تنمية اقتصادية واجتماعية صحية وكافية للغذاء وغيرها من الخدمات الأساسية. وقد أكدت هذه النظرية برنامج الأمم المتحدة عام ١٩٩٤.
* بينما هناك وجه نظر أخرى تعتقد أن الأمن هو المتغير المستقل وأن التنمية هي التأثير التابع؛ أي أن وجود البيئة الآمنة ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية عموما.
* ثم هناك الذين يعتبرون العلاقة بين الاثنين علاقة ترابط وثيق وانصهار، حيث كل منهما يحتاج إلى الآخر ويؤثر فيه بشكل متزامن وليس أحادي الاتجاه. وهكذا فإن نقص واحد منهم يؤدي لصعوبات كبيرة في الجانب الثاني.
* أخيرا يأتي التفكير المركب والذي يصنف كلاً من الأمن والتنمية كروابط مرتبطة ارتباطا عضويا حتى درجة أنها قد تبدو واحدة في كثير من الأحيان حسب السياقات المختلفة. فعلى سبيل المثال أثناء النزاعات قد يتم تحويل الموارد المدنيّة نحو دعم العمليات العسكرية وكذلك قد تكون there are conflicts that lead to internal revolutions as seen in Germany and Russia which confirms the idea of a bidirectional relationship between security and development; where one leads to another but vice versa also applies under certain circumstances.
بشكل عام، يعد فهم العلاقة المتعددة الجوانب بين الأمن الاقتصادي والتنمية المستدامة أمرا أساسيا لفهم كيفية بناء مجتمع آمن ومستقر قادرٍ على مواجهة تحديات اليوم وحماية مصالح المواطنين وضمان حقوق الانسان لهم جميعاً الآن وللأجيال القادمة كذلك.