- صاحب المنشور: سفيان بن الطيب
ملخص النقاش:تعتبر الطاقة المتجددة محوراً أساسياً ضمن الجهود العالمية لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية. وفي حين تسعى العديد من البلدان لتبني هذه التقنيات الجديدة، فإن تأثيرها يختلف بشكل كبير بين المناطق والأقاليم المختلفة. بالنسبة للدول النامية، الذي تواجه تحديات متعددة مثل الفقر، عدم المساواة الاجتماعية، وعدم كفاية البنية التحتية للمرافق العامة، يمكن أن تكون التحولات نحو الطاقة المتجددة فرصة هائلة لتحسين الأمن الطاقي وتوفير فرص عمل جديدة.
من الناحية الإيجابية، توفر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من أشكال الطاقة المتجددة مصدر طاقة موثوق به وبأسعار معقولة نسبيا مقارنة بالمصادر التقليدية مثل الوقود الأحفوري. هذا يمكن أن يساعد الدول النامية في تقليل الاعتماد على الواردات المستوردة من النفط أو الغاز الطبيعي، مما يخفض العجز التجاري ويحسن الوضع الاقتصادي العام. كما أنها قد تقلل من الانبعاثات الكربونية المرتبطة بحرق الوقود الأحفوري، وهو أمر مهم لحماية الصحة العامة والحفاظ على البيئة.
الفرص
- زيادة خلق الوظائف: قطاع الطاقة المتجددة يتطلب مهارات متنوعة تتعلق بتصميم وصيانة الأنظمة الخضراء. لذلك، هناك حاجة إلى قوة عاملة مدربة تعمل في مجالات الهندسة الكهربائية والميكانيكية والإلكترونيات والصناعات الأخرى ذات الصلة. وهذا يساهم في الحد من البطالة وخلق اقتصاد أكثر ديناميكية.
- تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية: باستخدام تكنولوجيا الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء المحلية، يمكن للأسر والمجتمعات الصغيرة التي كانت تعاني سابقاً من انقطاع التيار الكهربائي الحصول على مزيدٍ من الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والوصول إلى الإنترنت، والتي تعتبر حاسمة للتطور الاجتماعي والاقتصادي الشامل.
- تنويع الاقتصاد: باستثمار موارد الدولة في تطوير الصناعات الداعمة للطاقة المتجددة، كالتصنيع المحلي للألواح الشمسية ومولدات الرياح، تستطيع تلك الدول تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز موقعها كلاعب رئيسي داخل السوق العالمي للتقنيات الخضراء.
التحديات
- التكلفة الأولية العالية: رغم كون تكاليف التشغيل أقل بكثير مقابل الوقود الاحفوري، إلا أن بناء مشروعات كبيرة لتركيب توربينات رياح ضخمة أو تركيب ألواح شمسية قد يشكل عبئًا كبيرًا على الموازنات الحكومية والدعم الخارجي.
- البنية التحتية غير المناسبة: معظم شبكات نقل الطاقة الحالية مصممة خصيصًا لاستيعاب الإمدادات المركزية من المحطات الكبيرة المنتجة للطاقة عبر خطوط طويلة المدى. بينما تولد الطاقة المتجددة عادة بالقرب من مناطق استهلاكها مباشرة وبكميات مختلفة ومتغيرة حسب الظروف الجوية.
- الاعتماد على التكنولوجيات الأجنبية: حتى وإن تم تطوير بعض الحلول المحلية والخيارات الانتاجية المنخفضة التكلفة تحت ظروف محلية خاصة جدًا، تبقى عملية التعلم والاستثمار في البحث العلمي مكلفين للغاية وقد يتسبب ذلك أيضا بمزيدٍ من اعتماد التكنولوجيا المستوردة والعائد عليها لفائدة القوى الدولية الكبرى المتحكمة بهذا القطاع عالميًا.