- صاحب المنشور: بكر المزابي
ملخص النقاش:
في العصر الحديث، شهدت الأسرة العديد من التحولات الجذرية مع ظهور التقنيات الرقمية. هذه الثورة التكنولوجية التي حملت معها الكثير من الفوائد مثل زيادة التواصل وتبادل المعلومات، قد أثارت أيضًا بعض القلق والنقاش حول تأثيراتها المحتملة على الوحدة والعلاقات الداخلية للأسر. هذا المقال يستكشف كيف يمكن أن يؤثر استخدام الإنترنت والأجهزة الإلكترونية المختلفة على الروابط بين أفراد الأسرة وكيف يمكن التعامل مع هذه التأثيرات بطرق بناءة وعملية.
تأثير التكنولوجيا السلبي
أولًا، يُلاحظ تزايد الانعزال الاجتماعي الذي يحدث عندما يقضي كل فرد وقت طويل أمام الشاشات الالكترونية. هذا الصمت الافتراضي يمكن أن يخلق شعوراً بعدم الاتصال الحقيقي ويقلل فرص الدردشة والحوار البناء. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب الإفراط في تعلق الأطفال والشباب بالألعاب الإلكترونية وغيرها من الوسائل الترفيهية عبر الإنترنت في انخفاض الوقت المتاح لهم للأنشطة المجتمعية والتفاعلات الشخصية. وبالتالي، يصبح هناك نقص في المهارات الاجتماعية الحقيقية لدى هؤلاء الشباب مما يؤدي إلى ضعف القدرة على إدارة علاقاتهم الشخصية بكفاءة عند الوصول إلى مرحلة الكبر.
كما أثبتت الدراسات أن الاستخدام غير المنضبط لهذه الأدوات قد يساهم في زيادة الضغوط النفسية والإجهاد العقلي نتيجة للعرض المستمر للمعلومات والمحتويات المحزنة أو المكثفة عاطفياً والتي غالباً تكون بعيدة عن السياقات الثقافية والدينية لأعضائنا المجتمعي الأصغر سنّاً.
استراتيجيات مواجهة هذه المشكلات:
- التوازن: تشجيع الجميع على وضع حدود زمنية واضحة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية وضمان وجود فترات منتظمة بدون أي شاشة تقريبًا حيث يتم التركيز أكثر على العائلة وأنشطتها المشتركة.
- أنشطة مشتركة: تنظيم نشاطات جماعية سواء كانت رياضية أو ثقافية تساعد جميع الأفراد على المشاركة والتواصل بشكل فعّال خارج نطاق العالم الرقمي.
- الحوار المفتوح: فتح قنوات للحوار المفتوحة والثقة داخل المنزل لتشجيع أعضاء الأسرة على مشاركة مخاوفهم بشأن استخدام التكنولوجيا ومناقشة الحلول المقترحة سويا .
- **القيم الإسلامية*: إدراج القيم الإسلامية كالعفة والصبر والاحترام ضمن المناقشات اليومية لتحسين فهم أفضل لأنواع التجارب الإعلامية الأكثر أهمية بالنسبة لنا كمجموعة عائلية مسلمة.
- **تعليم مهارات رقمنة صحية *: تقديم دروس وجلسات توجيهية لتعزيز المعرفة حول كيفية اختيار محتوى آمن ومتوافق دينيا وكذلك معرفة طرق التصفح الآمن لحماية خصوصيتنا وتعزيز قدرتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق باستعمال شبكات الانترنت.
هذه بعض الخطوات العملية التي قد تساهم في تحقيق توازن صحي بين فوائد وفوائد تكنولوجيا الاتصالات وضروريات الحياة الأسرية والروابط البشرية المتينة. إنها دعوة لكل أب وأم لإعادة النظر بممارساتهما الخاصة والتأكيد علي دور التعليم والنموذج الشخصي كوسيلة رئيسية لنشر ثقافة رقمية صحية وسلمانية داخل مجتمعاتها الصغيرة قبل انتشار تلك الأفكار والسلوكيات نحو بقاع أخرى أكبر حجماً وأعمق تأثيرعلى المدى الطويل.