عنوان المقال:
النظرية الاقتصادية الكلية: فهم العوامل المؤثرة على أداء الاقتصاد الشامل
النظــرية الاقتصـادية الخـلاليّة: رحلة عبر الأنماط المعقدة للاقتصاد ككلّ
تُعدُّ النظرية الاقتصادية الكلية أحد أهم فروع علم الاقتصاد الذي يُعنى بدراسة سلوك النظام الاقتصادي للشعوب والمجتمعات بشكل عام. هذا الفرع يركز على التحليل العام للعمليات الاقتصادية الكبيرة مثل دورة الأعمال، معدلات البطالة، ومستويات الأسعار العامة. ومن هنا فإن هدفها الرئيسي يكمن في تحديد كيفية تأثير هذه المتغيرات الرئيسية على الأداءeconomic overall لبلد ما أو منطقة ما.
أساسيات النظرية الاقتصادية الكلية
تتمحور النظرية الاقتصادية الكلية حول مجموعة متنوعة من المفاهيم التي تساهم جميعها في تشكيل الصورة الأكبر لديناميكية الاقتصاد الوطني. بعض هذه المفاهيم البارزة تتضمن:
- الدخل القومي الإجمالي: يقيس مجموع قيمة كل المنتجات والخدمات داخل البلاد خلال سنة واحدة بغض النظر عما إذا كانت مخصصة للاستخدام المحلي أم الاستخدام الخارجي.
- مستوى الأسعار العامة: يشير إلى متوسط سعر السلعة الواحدة ضمن نفس الفئة سواء كانت سلعاً استهلاكية أو مواد أولية. ويستخدم مؤشر أسعار المستهلك كمقياس شائع لمراقبة الاتجاه العام لأغلى تكلفة للعيش للمواطنين.
- نسب التوظيف والبطالة: تعكس نسبة عمال البلد الذين يعملون مقابل نسبة غير العاملين لكنهم قادرون ويبحثون بنشاط عن عمل. وتعتبر مشكلة التشغيل مهمة جداً لأنها تؤثر مباشرة على رفاهة المجتمع وعافيته الاجتماعية والاقتصادية.
- صافي الاستثمارات والإدخار: ينصب تركيز هذا الجانب على الحساب بين الأموال المجمعة للتوفير وأموال المقترضة لتحقيق المشاريع الجديدة والاستثمار فيها. وهذا له تأثيرات طويلة المدى بالنظر لتأثيره على نمو الاقتصاد ومعايشته المستقبليه .
وفي الواقع ، تعتبر نظرية جون مينارد كينز - والتي تعد واحدة من أكثر وجهات النظر شيوعا عن الوضع الحالي للأعمال التجاريه – محور أساسي لبناء التفسيرات الحديثة للدورة الاقتصادية . وفقًا لكينز, فان الإنفاق الحكومي والبرامج المالية هما العنصران الرئيسيان المسؤولان عن تنظيم الطلب وبالتالي تقريب اقتصاد البلاد إلى الحالة المثالية الخاصة بالتوظيف الكامل والإنتاج الأعظم .
كما يتم استخدام نماذج أخرى مختلفة لفهم ظاهرة عدم الاستقرار الاقتصادي والعلاقة غير الخطية بين متغيرات السوق المختلفة ودورات الصعود الهائل والسقوط الكبير التي تمر بها البلدان بصورة دوريه مما يؤدي الى وجود فترة ركود وقد يصل الأمر الى حالة اكتئاب كبير كما حدث أثناء جائحة كورونا الأخيرة وما سبقه من أزمات عالمية كثيرة سببت الكثير من الضرر للمراكز الاقتصاديه الأولى بالعالم .
إن الهدف النهائي للنظرية الاقتصادية الكلية هو تحديد السياسات الصحيحة التي يمكن للحكومة اتخاذها بهدف تحقيق مستويات أعلى من النمو الاقتصادي والثبات الاجتماعي وإيجاد توازن بين مصالح الأفراد والجماعات المختلفه بالإضافة الى الحد من مخاطر التأرجحات المضطربة لسوق العمل واستدامتها بما يعود بالنفع علي الجموع وليس طبقه محدد فقط بل أيضا خلق بيئه تنافسيه صحيه تنمي القدرات والإبداعات العلميه والأفكار الناشئة جديده تحتاج إليها مجتمعاتها كي تستمر بالحياة والصمود أمام تحديات الغد القادم المجهول والمهددة دائما بالتغير المناخي وانقطاع الطاقة وغير ذلك .... إذن فهي ليست مجرد دراسه نظريه خاليه من الواقع ولكن لها انعكاس مباشر علي واقع حياتنا اليوميه وحاضر مستقبلنا المنشود!