تناول الطعام الصحي يلعب دورا محوريا في تعزيز الصحة العامة وحماية الجسم من العديد من المشاكل الصحية. يبدأ الأمر بالتأكيد بتعزيز الوزن المثالي للجسم، حيث يساعد النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، والمواد الغنية بالألياف مثل تلك الموجودة في فول الصويا والعدس وغيرها، على خلق شعور بالإمتلاء والشبع وبالتالي تقليل الشهية غير الصحية. هذا النهج الغذائي يساهم أيضا في الحد من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة كأمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني وضياع العظام بسبب قلة كثافتها.
بالإضافة إلى هذه الفوائد الواسعة الأفق، فإن اتباع نظام غذائي صحي جنباً إلى جنب مع النشاط البدني المنتظم، يُعتبر سلاحاً فعالاً ضد أمراض القلب والسكتات الدماغية المبكرة. بحسب دراسات أجريت تحت رعاية المؤسسة العالمية للقلب والسكتة الدماغية بكندا، يستطيع الناس منع حوالي ثمانين بالمئة من حالات أمراض القلب والدماغ عبر تغيير عاداتهم اليومية بما فيها اختيار نوعية طعامهم واتخاذ خطوات نحو المزيد من النشاط البدني بالإضافة لتجنب الدهون المتحولة. علاوة على ذلك، تعد الأغذية الغنية بفيتامين E -مثل اللوز والفول السوداني وبذور القرع وزهرة عباد الشمس- ذات تأثير مضاد للتجلط وقد تسهم في الوقاية من الجلطات القلبية المؤلمة.
ومن بين المكاسب الأخرى للوجبات الصحية، التأثير الإيجابي على ضغط دم الإنسان. إن الاستهلاك المستمر للأغذية الغنية بالألياف –والحبوب الكاملة مصدر مثالي لها– يعادل آثار الضغط المرتفع ويضمن مستوى ثابت ومتوافق عليه. كذلك، وجدت الأبحاث العلمية الحديثة رابط مباشر بين الحالة النفسية والتغذية المناسبة. فالاستهلاك المنتظم للغذاء الصحي يحفز إفراز مواد كيمائية دماغية مهمة تُعرف باسم "السيرتونين". وهو بدوره يلعب دوراً رئيسياً فيما يتعلق بالنوم والشهية ومستويات الطاقة والمعنويات والإدراك العام لدى الأفراد. لذلك، ليس غريباً كون النظام الغذائي جزء أساسي لا يتآلف منه جمال الروح والجسد سوياً!