تُعد طريقة القدرة الخليلية واحدة من الطرق البارزة لفهم وتقييم القدرات العقلية والنفسية للإنسان بشكل شامل ومتكامل. هذه الطريقة، التي تحمل اسم عالم النفس الفلسطيني الدكتور خليل شبيلا، تعتمد على مبدأ تحديد ومقارنة مستويات التفكير والمعرفة بين الأفراد بغرض تشخيص حالات مختلفة تتعلق بالقدرات العقلية.
بدأت فكرة طريقة القدرة الخليلية عندما لاحظ الدكتور شبيلا وجود اختلافات ملحوظة بين الأشخاص فيما يتعلق بكيفية معالجة المعلومات واستخدامها. بناءً على هذا الرصد، قام بتطوير اختبار متعدد الجوانب يقيس مهارات عقلية متنوعة مثل الذاكرة، التركيز، التحليل النقدي، حل المشكلات وغيرها الكثير. يهدف الاختبار إلى تقديم صورة دقيقة لقدرة الشخص على التعامل مع البيئة المحيطة وأداء مهامه اليومية بطريقة فعالة ومنظمة.
يمكن تقسيم مقاييس القدرة الرئيسية حسب نموذج القدرة الخليلية إلى ثلاثة أقسام رئيسية: قدرة الإدراك العام، ودرجة الاستعداد للتطور العقلي، وإمكانيات الموازنة المعرفية والعاطفية. كل قسم يتكون بدوره من عدة مؤشرات فرعية تعكس جوانب محددة من العمليات العقلية للمتعلم.
على سبيل المثال، ضمن قدرة الإدراك العام، يتم قياس المهارات المرتبطة بفهم اللغة المنطوقة والمكتوبة، القدرة على تخيل الأشياء المجردة ومعالجة الأنماط المكانية والتجريبية المختلفة. بينما تسعى درجة الاستعداد للتطور العقلي لفحص مدى مرونة الدماغ وقابلية التعلم لدى الفرد. أما إمكانيات الموازنة المعرفية والعاطفية فتتأكد من توازن الحالة الذهنية للشخص وقدرته على إدارة مشاعره أثناء مواجهة الضغوط الحياتية المختلفة.
إن استخدام طريقة القدرة الخليلية ليس مقتصراً فقط على مجالات التعليم الأكاديمي؛ فهو مفيد أيضاً في سياقات أخرى مثل الصحة النفسية والاستشارات الوظيفية والتخطيط الأسري. توفر نتائج الاختبار رؤى عميقة حول نقط القوة والضعف لكل فرد تسمح بالتوجيه المناسب والدعم لتحقيق طاقاته القصوى وتحسين نوعيته للحياة العامة.
في الختام، تعدّ طريقة القدرة الخليلية أداتٍ حيوية لتقييم وغرس المعارف الجديدة وتعزيز التنمية الشاملة للفرد بما يحقق الخير له ولمجتمعه الكبير أيضًا.