إعداد الخل في المنزل يمكن أن يكون عملية بسيطة وممتعة للغاية، خاصة عندما تتواصل مع الجوانب الغذائية والثقافية لهذه العملية القديمة. الخل هو منتج غذائي متعدد الاستخدامات يتمتع بتاريخ طويل يعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. وهو عبارة عن محلول حمضي مصنوع أساساً من عصير الفواكه أو الخضروات الذي تم تخميره تحت ظروف محددة لتحفيز النمو البكتيري والحمضي.
لتحضير الخل في المنزل، تحتاجين إلى الأدوات الأساسية التالية: مواد خام قابلة للتخمير مثل العنب، التفاح، الفاكهة الحمضية أو حتى الشعير؛ سكر لإضافة الحلاوة اللازمة لعملية التخمر؛ وعاء كبير ونظيف لتجميع جميع المكونات؛ بالإضافة إلى غطاء مناسب لمنع الغبار والأوساخ.
الخطوة الأولى هي تحضير المواد الخام عن طريق عصرها للحصول على العصير الطازج. بعد ذلك، يتم خلط هذا العصير بنسبة ثابتة من السكر - عادة حوالي خمس نسبة العصير -. هذه المرحلة قد تستغرق بعض الوقت ولكنها ضرورية لأنها تسمح للسكر بالتحلل بواسطة البكتيريا النافعة التي ستحول الأملاح الأمينية الموجودة في العصير إلى أحماض عضوية.
بعد الجمع بين العصير والسكر، يوضع الخليط جانباً لمدة أسبوع تقريبًا عند درجة حرارة الغرفة. خلال هذه الفترة، سيبدأ التحول نحو التخمير بسبب نشاط الخميرة والبكتيريا الطبيعية الموجودة في الهواء والمواد الخام نفسها. بمجرد ظهور الفقاعات الصغيرة وتغيير رائحة المحلول بشكل ملحوظ، فقد أصبح الآن "الخمر"، وهو مرحلة مبكرة من إنتاج الخل.
تتطلب الخطوة الأخيرة صبرًا أكثر قليلاً. يجب ترك الخمر لفترة طويلة نسبياً - ما يقارب ثلاثة أشهر- كي يستطيع الإيثانول أن يتحلل ويستبدله البكتيريا بالحامض الأخلاقي، مما يؤدي بدوره إلى خلق البنية النهائية للخل. يمكن تسريع هذه العملية باستخدام طريقة معروفة باسم التهييج وهي زيادة سرعة تبخر الماء من الحل عن طريق وضعه فوق نار هادئة جداً أو ضمن غرفة ذات رطوبة عالية نسبيّاً ودرجة حرارتها بين ٢٥–٣٠° مئويّة.
بعد الانتهاء من عمليتيْ التخمير والتفاعلات الأخرى البيوكيميائية، سيكون لديك خل طبيعي قابل للاستخدام فوراً كصلصة أو تعقيم للأغذية وغير ذلك الكثير! يمكن تصفية المنتج النهائي وإضافة توابل مختلفة بناءً على ذوقك الشخصي قبل تخزينه بحاويات زجاجية غير شفافة لحماية لون ومذاقه الدقيقين لأطول فترة ممكنة.
استخداماته تتعدى مجرد إضافة نكهة للحلويات والشوربات والسلطات والنباتات المعلبة – فهو أيضاً فعالٌ جدًا كمطهّر منزلي نظرا لقوته الحمضية المرتفعة التي تعمل كقاتل للجراثيم والفطريات الضارة. كما أنه يساهم بشكل كبير في تثبيت طعم الطعام وإعطائه نضارة إضافية أثناء عمليات حفظ الأطعمة المختلفة عبر التاريخ والإنسانية جمعاء حول العالم.