- صاحب المنشور: مجدولين بن زينب
ملخص النقاش:
### مقدمة:
في عصر الإنترنت والثورة الرقمية، أصبح التواصل والمعرفة متاحان لكل شخص حول العالم. اللغة العربية، كمكون ثقافي غني ومتنوع، تواجه تحديات خاصة في هذا السياق بسبب تعدد لهجاتها وقواعد كتابتها المتغيرة باستمرار. يتناول هذا المقال قضيتَي استخدام اللهجات المحلية والتغييرات المستمرة لقواعد الكتابة عبر الأنترنت، وكيف يؤثر ذلك على عملية التدوين والنشر الرقمي باللغة العربية.
1. انتشار اللهجات المحلية في الإعلام الرقمي:
أصبح واضحًا زيادة شعبية استخدام اللهجات العامية في المحتوى الرقمي العربي. سواء كانت هذه اللكنة المصرية الشائعة أو الخليجية أو غيرها، فإن العديد من المعلقين والمؤثرين يرونها طريقة أكثر قرباً وتعبيراً للتواصل مع الجمهور العربي الكبير والمتباين جغرافياً ولغوياً. بينما توفر هذه النهج سهولة الوصول إلى جمهور أوسع، فهي أيضاً تثير نقاشا حادا بين مؤيدي الاستخدام الواسع للغة الفصحى كوحدة لغوية موحدة مقابل مدافعين عن القيم الثقافية المحلية التي تعكسها هذه اللهجات.
2. تأثير شبكات التواصل الاجتماعي:
شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وإنستغرام وفيسبوك لعبت دوراً محوريا في تشكيل المشهد اللغوي العربي عبر الإنترنت. حيث أنها سمحت بتداول الأفكار والأخبار بسرعات عالية وأصبحت منصة رئيسية للمناقشات الجماعية والمشاركات الشخصية. هذا البيئة الجديدة أدت لتطوير مصطلحات ومفردات جديدة، وكذلك تغيير طرق كتابة كلمات معروفة لإجراء اختصار فوري. كما أن بعض الشخصيات المؤثرة قد أثرت بأسلوبهم الخاص الذي ينقل فنونه اللغوية الخاصة بهم للشباب العرب مما يشكل ضغط نحو تقليد هذا الأسلوب حتى لو كان خارج نطاق المعايير الرسمية للدلالة الكتابية بالعربية.
3. الحفاظ على قواعد اللغة الفصحى:
رغم كل التحولات والتحديثات، يبقى هناك جناح كبير ممن يدافعون عن بقاء اللغة العربية الفصحى محافظتهم عليها بحذافيرها خلال الوسائل الحديثة للإعلام والعرض الإلكتروني وذلك للحفاظ على هيبة وروعة التاريخ الأدبي لهذا النوع الغزير بالحكمة والفكر البارع. هؤلاء الأشخاص يحاولون وضع قوانين وإرشادات لصيانة شكل واستعمال لغة الضاد القدسية أثناء كافة أشكال التجوال المعرفي والإبداعي بالأمواج الإليكترونية.
4. مستقبل تدوين ونشر الكلام العربي رقميًا:
من المحتمل أن يستمر الوضع الحالي بهذه الطريقة لفترة طويلة قبل حدوث أي تغييرات كبيرة وملموسة فيما يتعلق بكيفية تدويناتنا وجمع المعلومات ونقل العلوم عبر الشبكة العنكبوتية بلغة القرآن الكريم . ربما ستستقر الأمور تمام عندما تجتمع جهود المجتمع الدولي لمواجهة خطر فقدان هويتها أمام المد الهائل للإنجليزية وغيرها من اللغات الأقوى اقتصاديًا وثقافيًا عالميا؛ حينذاك يمكن تطوير منظومة منظومة تحافظ على خصوصية "الاستعار" لأبجدية القلب والخاطر الإنساني وبنفس الوقت تسمح بالتطور الطبيعي للاستعمالات الحديثة لها بدون المساس ببنية الأساس الأساسي لهذه اللغة الجميلة المنظّمة بعناية منذ زمن طويل وهي الآن تحت رحمة الحركة المستدامة للأفكار والعقول داخل المدن الذكية الصاخبة!
هذه النقاط هي مجرد بداية لرؤية أعمق لما يحدث خلف الكواليس للعالم الواسع للعرب الذين يعبرون عواطفهم ويشاركون أفكارهم ويتبادلون خبراتهم باستخدام عشرات التشعبات المختلفة لنفس الشيء – كلمة واحدة ولكن بروائح مختلفة حسب المكان وزمان وجهة نظر كاتب الرسالة المُرسلة لك!