تعدّ القرفة أحد أشهر التوابل المستخدمة عالمياً، ويُعرف نباتها العلمي باسم Cinnamomum verum والذي ينتمي لعائلة Lauraceae. تنمو هذه الشجرة الصغيرة بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية مثل سريلانكا ومalaisia واندونيسيا. تتميز بتفرعات متشابكة وأوراق خضراء داكنة عطرية ذات مظهر مميز. جذور هذا النبات وفروعه وجذوعه تحتوي على الزيت العطري المسؤول عن الرائحة النفاذة والقيمة الطبية للقرفة. يتم استخراج الأغصان الجافة بعد قطفها وتجفيفها تحت أشعة الشمس قبل تحويلها إلى ألواح عصارية خشبية دقيقة معروفة بالقرفة الحلزونية أو "الجلد". أما بالنسبة للنوع الأكثر شيوعاً فهو اللباني وهو عبارة عن قشر داخلي رقيق يجمع مباشرة وبسرعة عقب نزع الطبقة الخارجية الصلبة للأغصان.

تشتهر القرفة بمذاقها الحلو والمخملي المدخن مما يجعلها مكملاً رائعا لأطباق حلويات الشرق الأوسط التقليدية وكثير من الحساء والبروتينات والحبوب المنكهة الأخرى. بالإضافة إلى كونها توابل شهيرة لإضافة نكهة فريدة لمعظم أنواع الطعام المختلفة، فإن لها أيضًا تاريخ طويل كجزء مهم جداً من العلاج الشعبي عبر العديد من الثقافات القديمة بما فيها مصر الفرعونية والعصور الإسلامية المبكرة والصينية والهندية وغيرهما الكثير. تعتبر خصائص مضادات الأكسدة وطارد البكتيريا والفطريات التي تمتلكها القرفة مفيدة لجسم الإنسان ولذلك تم دراستها واستخدامها لمواجهة بعض حالات صحية مختلفة منها أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري ومشاكل الجهاز الهضمي وفقا للدراسات الحديثة. كما اقترحت الدراسات أيضاً قدرات محتملة للمساعدة في مكافحة السرطان وتأثيراته الجانبية الضارة خاصة لدى مرضى سرطان الثدي والإيدز وحالات أخرى خطيرة. وفي حين تحتاج المزيد من الأبحاث لتأكيد فعالية تلك الادعاءات، تبقى ثروة من الفوائد المرتبطة باستخدام هذه التوابل الطبيعية الرائعة، والتي يمكن الحصول عليها بسهولة سواء مجففة أو مطحونة أو حتى زيت عطري مستخلص منه.