ملخص النقاش:
تُعدّ الثورة الرقمية الحديثة إحدى أهم التحولات التي يشهدها العصر الحالي؛ حيث أثرت بشكل كبير ومباشر على كل جوانب حياتنا اليومية. إن أحد أكثر المجالات تأثراً بالتكنولوجيا هو الصحة النفسية. فقد أدى الانتشار الواسع للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت إلى تغيرات عميقة داخل المجتمع، مما انعكس بدوره على رفاهيتنا النفسية وجودتنا الحياتية. يتناول هذا المقال بالتحليل والتقييم تأثير هذه التقنيات الجديدة على الصحة النفسية للإنسان، مستعرضاً كلا الجانبين الإيجابي والسلبى لتلك التأثيرات.
من ناحية إيجابية، يوفر الإنترنت ومنصاته المتعددة فرصًا كبيرة لدعم صحة الأفراد نفسياً واجتماعيا. فهو يسمح بتواصل أفراد المجتمع مع بعضهم البعض عبر المسافات الزمنية والمكانية المختلفة، كما يمكن لأخصائيين مؤهلين تقديم خدمات الاستشارة والنصح مجانا أو مقابل رسوم رمزية عبر مواقع الويب الخاصة بهم والتي تعتبر حلول فعالة خصوصا لمن يعيشون في مناطق نائية قليلة الخدمات الصحية المنتظمة. بالإضافة إلى ذلك ، فإن وسائل التواصل الاجتماعي مثل Facebook, Instagram, Twitter توفر مساحات افتراضية تتيح للأشخاص مشاركة تجاربهم الشخصية وتبادل الخبرات والحصول على دعم عاطفي أثناء مواجهتهم للتحديات الصعبة.
وعلى الضفة الأخرى تتجسد الآثار السلبية لهذه التقنية عندما تصبح إدمانًا يؤثر بالسلبعلى جودة الحياة الاجتماعية والصحة العامة للفرد. فوفق دراسة أجريتها جامعة كاليفورنيا عام 2019 وجد الباحثون أن الاستخدام المكثف لوسائل الإعلام الإلكترونية مرتبط بحالات الاكتئاب والقلق والتوتر بين الشباب الذين تراوحت اعمارهم بين ١٨-٣٥ عاما . أيضا تشير الأبحاث العلمية بأن قضاء وقت طويل أمام الشاشات ينقص مدة النوم ويسبب مشكلات صحية أخرى تتعلق بالنظام الغذائي وبالتفاعل الشخصي الحميم المعتاد لدى البشر منذ القدم والذي يعد ضروري لبناء العلاقات واستدامتها بطريقة متوازنة.
وفي ختام هذا البحث حول مدى تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية يستنتج بأنه رغم كون لها مزايا عديدة إلا أنه يجب التعامل بحذر ورصد أي علامات قد تدل علي الاعتماد السلبي عليها خاصة عند الفئات العمرية الصغيرة والمعرضين لمخاطر المشاكل المرتبطة بها كما ذكر سابقا فيما ذكر أعلاه . بذلك ستكون هناك حاجة ملحه لتطوير سياسات حماية مقننه لحفظ حقوق المستخدمين وضمان سلامتهم النفسيه والجسديه.