- صاحب المنشور: دليلة الزرهوني
ملخص النقاش:
بالرغم من كون العمل التطوعي جزءًا أساسيًا من الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأجيال عديدة، إلا أنه بدأ يكتسب أهمية جديدة وملموسة في العصر الحديث. هذا الاهتمام المتجدد يعكس تقديراً متزايداً للدور الذي يمكن أن يلعبته الأعمال الخيرية وغير الربحية في تحسين الصحة العامة، تعزيز الروابط المجتمعية، وتشجيع النمو الاقتصادي المحلي.
**الجانب الاقتصادي للعمل التطوعي**
من الناحية الاقتصادية، يعد العمل التطوعي مصدر قوة هام. وفقا لبعض الدراسات، يستطيع قطاع الخدمات غير الربحية خلق فرص عمل كبيرة وبناء القوى العاملة المؤهلة. في العديد من البلدان المتقدمة، يساهم القطاع الثالث -الدعائم على المؤسسات الحكومية والخاصة- بنسبة كبيرة من الوظائف. بالإضافة إلى ذلك، تشجع المنظمات التطوعية تطوير المهارات عبر تقديم التدريب والتوجيه للمتطوعين مما يؤدي إلى زيادة القدرة التنافسية في سوق العمل.
**التأثير الاجتماعي للعمل التطوعي**
على المستوي الاجتماعي، يحقق العمل التطوعي فوائد جلية للمشاركين والمجتمع ككل. فهو يشجع التواصل بين الأشخاص المختلفين حول مشاريع مشتركة وقد يساعد حتى في تقليل الفوارق الطبقية. كما أنه يوفر للأفراد شعورا بالهدف والإنجاز الشخصي حيث يتبرع وقتهم وجهدهم لمساعدة الآخرين. علاوة على ذلك، غالبًا ما تعمل الجمعيات التطوعية كمراكز مجتمعية توفر خدمات دعم متنوعة مثل المشورة النفسية والدعم الأسري والبرامج التعليمية المجانية.
**مستقبل العمل التطوعي**
مع استمرار نمو الهياكل السكانية العالمية نحو الشيخوخة والعولمة الاقتصادية، قد تصبح الحاجة إلى العمل التطوعي أكثر حيوية من أي وقت مضى. لذلك، سيكون التركيز المستقبلي ليس فقط على عدد الأفراد الذين يشاركون في الأنشطة التطوعية ولكن أيضا نوع هذه الأنشطة وكيف يتم تخطيطها وإدارتها لتحقيق تأثير أكبر وأكثر فعالية. إن إدراج التقنيات الحديثة والحلول الذكية سيفتح أبوابًا جديدة أمام الجهات الضامنة لتقديم الخدمات بطرق مبتكرة وجذابة للشباب خاصةً.
هذه الرؤية الجديدة للعلاقات الثلاثية بين الدولة والمجتمع والأعمال الخاصة ستترجم حتما إلى نهج أكثر شمولا تجاه تحقيق التنمية البشرية الشاملة بما يشمل جوانب الصحة والتعليم والسكن والثقافة والعدالة الاجتماعية. إنها خطوات جريئة ومدروسة تؤكد قيمة كل فرد وتمهد الطريق لنماذج مستدامة للتطور البشري تستند أساسا على روح التعاون والمسؤولية الاجتماعية المشتركة.