- صاحب المنشور: ضحى القروي
ملخص النقاش:في السنوات الأخيرة، ازداد استخدام الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية بشكل كبير. هذه الظاهرة التي أصبحت جزءا أساسيا من حياتهم اليومية أثارت الكثير من التساؤلات حول تأثيرها المحتمل على صحتهم العقلية. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة بين الإفراط في اللعب والتعرض لخطر مشاكل الصحة النفسية مثل القلق، الاكتئاب، واضطراب فرط الحركة وقصور الانتباه (ADHD).
الأبحاث العلمية تظهر مجموعة متنوعة من العوامل المرتبطة بهذا التأثير السلبي. أولاً، يمكن أن تؤدي ساعات طويلة أمام الشاشة إلى تقليل الوقت الذي يقضيه الطفل أو المراهق في النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي، مما قد يساهم في زيادة الشعور بالوحدة والإحباط.
ثانياً، العديد من الألعاب الإلكترونية تتضمن محتوى عنيف أو مثير للانفعالات القوية والتي قد تعزز ظهور الأعراض الانفعالية والسلوكية الضارة. بالإضافة إلى ذلك، بعض الألعاب تستخدم آليات مكافأة إدمانية تحفز الدماغ لإطلاق الهرمونات المرتبطة بالسعادة والاسترخاء، مما يؤدي غالباً إلى الاعتماد عليها وإلى تغيرات جسدية وعقلية عند الحد منها.
التوصيات والأبحاث المستقبلية
لتخفيف هذه الآثار السلبية، يوصى بتبني استراتيجيات صحية للعائلة. هذا يشمل تحديد حدود زمنية لعب محددة كل يوم، تشجيع الأنشطة الخارجية والصحة البدنية، وتعزيز التواصل الأسري. كما ينصح أيضاً بتقييم محتوى الألعاب قبل شرائها، وتوفير بيئة منزلية داعمة ومراقبة لأطفالك خلال فترة اللعب.
ومن منظور البحث العلمي، هناك حاجة لمزيد من التحليلات المتعمقة لفهم الكيفية التي تتداخل بها عوامل مختلفة كالنوع والفئة العمرية والثقافة مع مستويات التعرض لهذه الألعاب واستجاباتها الصحية المختلفة. كذلك فإن تطوير أدوات وأساليب أكثر دقة لتقييم آثار الألعاب الإلكترونية ستكون خطوة هامة نحو فهم أفضل لهذا الموضوع المعقد.