- صاحب المنشور: علا القرشي
ملخص النقاش:
منذ ظهورها وحتى يومنا هذا، أثرت وسائل التواصل الاجتماعي تأثيراً عميقاً على جوانب عديدة من حياتنا، بما في ذلك الصحة النفسية. بالنسبة للشباب العربي تحديدًا، يمكن لهذه المنصات الرقمية أن تكون مصدر قوة أو ضعف اعتمادًا على كيفية استخدامها. سنستكشف هنا التأثيرات المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب العربي، مع تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والسلبية لهذا التفاعل الرقمي.
الأثر الإيجابي:
- التواصل والتشبيك: توفر وسائل التواصل الاجتماعي شبكة واسعة للتواصل بين الأفراد الذين ربما لم يكونوا قادرين على اللقاء شخصيًا بسبب اختلاف المواقع الجغرافية. هذا يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع ويخلق مجالاً لتبادل الخبرات والمعرفة والثقافات المتنوعة.
- دعم الصحة العقلية: هناك العديد من المجموعات عبر الإنترنت التي تقدم الدعم النفسي والمناقشات حول القضايا الشخصية الحساسة مثل الاكتئاب والقلق. هذه المساحات تتيح للأفراد الشعور بأنهم ليسوا وحدهم وأنه يوجد دعم متاح لهم.
- تعزيز التعليم والتوعية: تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات التعليمية والأخبار والأبحاث، مما يوفر فرص التعلم المستمر والشامل. خاصة فيما يتعلق بقضايا الصحة النفسية والعافية العامة.
الأثر السلبي:
- العزلة الاجتماعية: رغم أنها ظاهريا تقرب الناس بعضهم البعض، إلا أنها قد تدفع أيضا للانعزال عن الواقع الحقيقي وتمنع العلاقات الشخصية الفعلية. وهذا يؤدي إلى زيادة مستويات الوحدة والعجز الاجتماعي.
- الضغط المجتمعي: يُعرض المستخدمون باستمرار لعروض الحياة المثالية لأصدقاء افتراضيين، وقد يشعرون بعدم الكفاءة مقارنة بهذه "الحياة المثالية". هذا النوع من الضغوط يمكن أن يساهم في مشاعر عدم الثقة بالنفس وانخفاض احترام الذات.
- السلوكيات غير الصحية: يستغل الكثير من الشركات مواقع التواصل الاجتماعي لإعلان المنتجات التي تشجع عادات صحية سيئة كالأنيميا الغذائية والإدمان على الهاتف الذكي وغيرها الكثير.
- الهجمات الإلكترونية ومضايقات الإنترنت: تعرض أكثر من نصف الشباب العرب للهجوم الإلكتروني خلال السنوات الثلاث الأخيرة بحسب دراسة أجرتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مما يؤدي إلى آثار نفسية قد تحدث ضرر طويل الأمد.
في النهاية، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي جزء لا يتجزأ من حياة اليوم الحديث ولا يمكن تجاهلها ولكن يجب استخدامه بشكل مسؤول للحفاظ على توازن صحي بين العالم افتراضي والحقيقي لتحقيق أفضل نتائج ممكنة لصحتكم النفسية والجسدية.