- صاحب المنشور: عثمان بن منصور
ملخص النقاش:في ظل الثورة الرقمية والتقدم العلمي المتسارع الذي تشهده العصر الحديث، برزت العديد من التحديات المرتبطة بالابتكار التكنولوجي واستخداماته. على الرغم من الفوائد العديدة التي يجلبها هذا القطاع مثل تحسين كفاءة الأعمال والإنتاجية وكسر الحواجز الجغرافية للتواصل والتعاون، إلا أنه يتعين علينا مواجهة بعض القضايا البارزة التي تهدد استمرارية تطورنا نحو مستقبل أكثر استدامة ومسؤولية بيئيًا.
أولى هذه التحديات تكمن في كم هائل من الطاقة والموارد الخام اللازمة لإنتاج وتشغيل الأجهزة الإلكترونية والسعات الكبيرة للمعلومات عبر الإنترنت. بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة لعام ٢٠٢٠ حول الاتجاهات الناشئة للبيئة العالمية، فقد شهد قطاع تكنولوجيا المعلومات زيادة بنسبة ١٤٪ سنويًا في استخدام الطاقة منذ عام ٢٠١٠ مما أدى إلى ارتفاع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المرتبط بهذا المجال بنسبة مذهلة بلغت حوالي ٣% من مجموع الانبعاثات العالمية. وهذا يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتبني حلول صديقة للبيئة داخل الصناعة التقنية.
التحول الأخضر داخل قطاع التكنولوجيا
يتطلب التعامل مع هذه المشكلة اعتماد نهج شامل يشمل تطوير منتجات جديدة ذات تأثير أقل على البيئة، بالإضافة إلى إعادة النظر في العمليات التشغيلية لدينا لتحسين كفاءتها واستعادتها. يمكن تحقيق ذلك من خلال التركيز على تصنيع المنتجات باستخدام مواد معاد تدويرها، وخفض حجم وشكل المعدّات الالكترونية - حيث تعتبر الكميات الأكبر من المواد غير المرغوب بها مسؤولة جزئيًا عن الزيادة الهائلة في نفايات الإلكترونيات - وكذلك تعزيز ممارسات التصميم الدائري التي تضمن قابلية المنتج لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام.
كما يلعب التعليم دورًا حيويًا هنا؛ فرفع مستوى الوعي بأهمية الاستدامة البيئية بين المهنيين والشركات العاملة بتكنولوجيا المعلومات أمر ضروري لحفز تطوير وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على الموارد الطبيعية.
بالإضافة لذلك، فإن الشراكة الحكومية والقطاع الخاص تساهم بشكل كبير أيضًا في دفع عجلة التحول الأخضر. فعلى سبيل المثال، قامت عدة دول بالفعل بإصدار قوانين تستهدف الحد من التأثير السلبي للنفايات الإلكترونية وتعزيز سياسات خضراء بشأن المنتجات الرقمية الجديدة. إن العمل المشترك سيسمح لنا بتسخير قوة الابتكار التكنولوجي لصنع عالم أفضل وأكثر صداقة للبيئة.
