تأثير التكنولوجيا الرقمية على الصحة النفسية للمراهقين

مع استمرار تقدم التكنولوجيا وتزايد اعتماد الشباب عليها، يواجه المجتمع العالمي تحديات جديدة تتعلق بصحة نفسية فئة المراهقين. هذه الفئة العمرية التي تعتب

  • صاحب المنشور: إباء بن توبة

    ملخص النقاش:
    مع استمرار تقدم التكنولوجيا وتزايد اعتماد الشباب عليها، يواجه المجتمع العالمي تحديات جديدة تتعلق بصحة نفسية فئة المراهقين. هذه الفئة العمرية التي تعتبر الأكثر عرضة للتأثيرات المتنوعة للبيئة الرقمية؛ حيث يعيشون جزءاً كبيراً من حياتهم اليومية عبر الشاشات الرقمية سواء كانت شاشة الهاتف الذكي أو الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية. هذا الاستخدام المكثف له آثار مباشرة وغير مباشرة على صحتهم النفسية، مما يستدعي دراسة متأنية لتلك التأثيرات وأثرها المحتمل على المستقبل.

العزلة الاجتماعية:

إحدى أكثر المشاكل شيوعًا بين مستخدمي الإنترنت هي مشكلة العزلة الاجتماعية. المراهقون الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشة قد يشعرون بانخفاض الحاجة إلى العلاقات الشخصية الحقيقية. الدراسات الحديثة تشير إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستوى الدعم العاطفي والمساعدة الذاتية، وهو أمر ضروري لصحة المراهق النفسيّة. بالإضافة لذلك، فإن المقارنة غير الصحية مع الآخرين -التي غالبًا ما تكون محرفة بسبب طبيعة المنصات الرقمية- قد تساهم أيضاً في الشعور بالنقص وانخفاض الثقة بالنفس لدى المراهقات والمراهقين.

القلق والإجهاد:

الضغط الذي يأتي من التعرض المستمر للأخبار العالمية والعروض التسويقية والتوقعات المرتبطة بالأداء الأكاديمي عبر الانترنت يمكن أن يساهم في زيادة معدلات القلق والإجهاد خاصة خلال مرحلة المراهقة الحساسة بالفعل. يُظهر العديد من الباحثين كيف يمكن لهذه الضغوط الرقمية أن تتحول إلى حالات صحية عقلية حادة مثل الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري (OCD). كما أنه هناك خطر أكبر للإصابة باضطرابات النوم نتيجة للاستخدام الليلي الكثيف للأجهزة الإلكترونية.

العدوان والسلوك السلبي:

يمكن أيضا أن تؤثر البيئة الرقمية سلبا على السلوك العام للمراهقين. بعض الدراسات وجدت علاقة بين قضاء وقت طويل على شبكة الإنترنت وشعور الزيادة بالعنف والاستياء تجاه العالم الخارجي. حتى وإن لم تكن كل حالات العنف والعداء تعكس الواقع تماما، إلا أنها تبقى مؤشرا خطيرا حول تأثير الإعلام الرقمي الذي يغذي مشاعر الغضب ويكرس للمحتوى العنيف.

الحلول المقترحة:

للتعامل مع هذه التحديات الصحيّة والنفسية الناجمة عن الاعتماد الكبير على التقنية، يجب العمل على عدة جبهات مختلفة:

  1. التعليم: ينبغي تدريس المهارات الخاصة باستخدام الأجهزة الإلكترونية بأمان وبشكل مسؤول ضمن المناهج الأكاديمية الأساسية.
  2. الحد من الوقت: وضع حدود زمنية لاستخدام الأجهزة يساعد في تنظيم حياة المراهق وتوفير مساحة لأنشطة أخرى مفيدة لها عقليا وجسديا.
  3. التحكم بالمحتوى: رقابة الآباء ومراقبة محتوى المواقع التي يقوم الأطفال بزيارته مهم جدا لحماية صحتهم العقلية وردع أي مواد ضارة محتملة.
  4. دعم الشبكات الاجتماعية المحلية: تشجيع مشاركة المجتمعات الصغيرة داخل المدارس والأسر والجماعات الدينية المختلفة لدعم التواصل الشخصي وتعزيز الروابط الحميمة بين أفرادها.

وفي النهاية، رغم كون التكنولوجيا أدوات فعالة للغاية ومتعددة الوظائف، يتطلب الأمر فهم عميق لكيفية استخدامها وإدارة تأثيراتها للحفاظ علي سلامة وصحة جيلنا الطموح من المراهقين نحو مستقبل أفضل وأكثر سعادة واستقرار نفسي وعاطفي.


هشام بن شريف

9 Blog des postes

commentaires