- صاحب المنشور: ريانة بن صديق

ملخص النقاش:
مع ازدياد شعبية ألعاب الفيديو بين الأطفال والمراهقين حول العالم، أصبح من المهم دراسة الآثار المحتملة لهذه الظاهرة على صحتهم النفسية. رغم الفوائد التعليمية والإبداعية التي توفرها بعض الألعاب، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن التأثيرات السلبية المحتملة مثل الاعتماد الزائد والعنف والتهديد للنمو الاجتماعي والعاطفي الصحي. سنستعرض هنا بعض الدراسات الرئيسية والأبحاث الحديثة لفحص هذه القضية. ### العلاقة بين الإدمان وألعاب الفيديو: الدراسات تشير إلى وجود علاقة قوية بين إدمان الألعاب وأمراض نفسية أخرى كالاكتئاب والقلق، خاصة لدى الشباب. تقرير صدر عام 2019 بواسطة منظمة الصحة العالمية صنّف "اضطراب الأمراض الناجمة عن الوسائط الرقمية" ضمن قائمة الاضطرابات النفسية، مع التركيز على استخدام الإنترنت والأجهزة الذكية بكثرة. قد يؤدي هذا النوع من الإدمان إلى انخفاض التحصيل الأكاديمي والتفاعل الاجتماعي غير الكافي ومشاكل النوم. ### تأثير العنف في الألعاب: تعد مشاهدة أو مشاركة المواقف العنيفة عبر وسائل الإعلام -بما فيها ألعاب الفيديو- موضوع نقاش كبير منذ عقود. وعلى الرغم من عدم وجود توافق كامل حول مدى خطورة ذلك، فقد وجدت العديد من الدراسات ارتباطًا بالإصابة بالأفعال العدوانية والسلوكيات المجازفة عند البعض. لكن الأمر ليس مباشراً دائماً؛ فبعض الباحثين ي提 cập إلى دور البيئة المنزلية والثقافة العامة في تحديد كيفية استقبال الأفراد لمحتوى العنف. ### التفاعلات الاجتماعية والمعزلان: يمكن لألعاب الفيديو الجماعية تعزيز المهارات الاجتماعية والإبداع والتواصل، ولكن عندما تصبح الأولوية الوحيدة للشخص دون أي اهتمام بالنشاط البدني والتفاعلات الشخصية الحقيقية، يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالعزلة وفقدان الدعم الاجتماعي الضروري للتطور النفسي الصحي. كما أنها قد تتسبب في تأجيل مسؤوليات الحياة اليومية وتقديم تجارب افتراضية مكان التجارب الواقعية. ### الحلول المقترحة: لتجنب المشاكل الصحية المرتبطة بألعاب الفيديو، يُوصى بمراقبة مستويات الاستخدام وضمان توازن نشط بين الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة والخارج منها. يشجع التربويون أيضًا على اختيار أنواع اللعب المناسبة للعمر والتي تحتوي عناصر بناءة وتعليمية جنباً الى جنب مع تلك الترفيهية بهدف خلق بيئة لعب أكثر ايجابية وصحة عامة . بالإضافة لذلك ، فإن التشجيع على التواصل الأسري المفتوح والحوار بشأن مزايا وعيوب مختلف الفنون والأنشطة ضرورية للحفاظ على نمو صحي ومتكامل خلال مرحلة الطفولة المبكرة والشباب المتنامي . وفي الأخير ، يتطلب فهم تأثير ألعاب الفيديو على صحة الطفل والمراهق منظور شامل يأخذ بعين الاعتبار عوامل عدة ، مما يستوجب جهود مشتركة بين العائلات ، المدارس ، المعلمين والباحثين لتقييم الوضع الحالي وتحديد أفضل السياسات والاستراتيجيات الواجب اتباعها حفاظاً على سلامة جيل المستقبل وبناء مجتمع أكثر وعياً واستقرار عاطفيا وثقافيا. ## ملخص: تلعب ألعاب الفيديو دوراً مؤثراً سواء كان سلبياً أم ايجابياً على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين. إن التدخلات المدروسة والتنظيم المنطقي لاستعمالها هما مفتاح تحقيق حياة ذات نوعية عالية وتحقيق نتائج أكاديمية جيّدة والنضوج الشخصي المثالي لمن هم في طور التكوين