- صاحب المنشور: دانية الرشيدي
ملخص النقاش:بعد عقود من الصراع والنزاع، يقف العراق اليوم عند مفترق طرق تاريخي. إن التحول نحو حوارٍ وطني شامل ضروري لبناء مجتمع جديد يقوم على التعايش المشترك والتعاون بين جميع الفئات والأطياف الاجتماعية والدينية المختلفة التي تشكل نسيج البلاد المتنوع.
أهمية الحوار الوطني
الحوار الوطني يشكل أساساً متيناً لتأسيس عراق جديد يسوده السلام والاستقرار. هذا النوع من التواصل المفتوح والمستند إلى الاحترام المتبادل يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في حل الخلافات التاريخية وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الثقافات والقوميات الأخرى. ومن خلال تبادل الآراء والتجارب بصراحة واحترام، يمكن للعراقيين كشف نقاط الالتقاء وتحديد مجالات التعاون البنّاء بدلاً من التركيز على الاختلافات الجدلية.
دور القيادة السياسية
تتحمل الحكومة والشخصيات السياسية مسؤولية هامة في تسهيل عملية الحوار الوطني وتعزيزها. ينبغي عليهم خلق بيئة آمنة ومحفزة للتواصل الحر حيث يتمكن الجميع من تقديم أفكارهم واقتراحاتهم بشأن مستقبل وطنهم. وتقديم الدعم المؤسسي لهذه الجهود عبر تنظيم ندوات وموائد مستديرة وجلسات نقاش منتظمة يمكن أن يساعد أيضًا في تعميق فهم الجمهور العام لأهمية الوحدة الوطنية والحفاظ عليها.
إشراك المجتمع المدني
ليس للحكومة وحدها الحق في قيادة هذه العملية؛ إذ يتعين أيضاً على المنظمات غير الحكومية والإعلاميين وأصحاب الرأي العام القيام بدور فعال. ويمكن لمجموعات المجتمع المدني المساعدة بتوفير فرص مشتركة للأفراد للالتقاء وخلق مساحات يمكن بموجبها طرح المواضيع الحساسة وقبول الرؤى الأخرى بروح من الانفتاح. كما يستطيع الإعلام لعب دور محوري برفع مستوى الوعي حول أهمية الحوار وكيف أنه عامل حاسم لنجاح المجتمع الحديث.
استخلاص الدروس من التجارب الدولية
من الضروري دراسة نماذج الدول التي نجحت باستخدام الحوار الوطني كأساس لاستدامتها واستقرارها مثل جنوب إفريقيا وغيرها. قد توفر هذه الدراسات رؤى ثمينة بالنسبة لما يعمل وما لا يعمل ضمن السياقات المحلية الخاصة بالعراق. وبذلك، يمكن تطوير استراتيجيات فعالة أكثر تستهدف احتياجات الشعب العراقي الخاصّة.
الخطوة التالية
إن البدء في رحلة طويلة نحو مجتمع عراقي موحد ومتماسك يتطلب قرارا جريئا بالبدء اليوم. ويجب على كل فرد وكل مؤسسة وعضو سياسي إدراك دوره الحيوي في تحقيق هدف واحد مشترك وهو مستقبل أفضل لكل الذين يعيشون تحت ظلال أرض بلاد الرافدين الذهبية.