- صاحب المنشور: هالة العامري
ملخص النقاش:مع التطور السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يصبح من الضروري النظر إلى تعارضاته المحتملة مع القيم والمبادئ الأخلاقية التي تحتفل بها الثقافات المختلفة حول العالم. الإسلام، الذي يركز بشدة على العدالة والرحمة والاحترام للكرامة البشرية، قد قدم دليلاً أخلاقياً قوياً يمكن استخدامه كمرجع عند تطوير وتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي.
أولاً، هناك حاجة ملحة لتحقيق "العادلية" أو القدرة العادلة للمعلومات. ينبغي تصميم نماذج الذكاء الاصطناعي بطريقة تضمن عدم التحيز ضد أي مجموعة اجتماعية أو فرد بناءً على الجنس، الدين، العرق، العمر وغيرها من الخصائص الشخصية. هذا يتوافق مع مبدأ المساواة والعدل الذي يدعو إليه الإسلام.
ثانياً، الشفافية مهمة للغاية. يجب أن تكون العمليات الداخلية لنموذج الذكاء الاصطناعي واضحة ومفهومة. هذه الشفافية تُسهل الرقابة والتعديلات المستقبلية للتأكد من أنها تتبع الأخلاق والقوانين الدولية. كما يُعتبر الاحتفاظ بالسرية للأفراد جزءًا أساسيا من حماية الحقوق الفردية وهو أمر مقبول بالإسلام.
الأمان والخصوصية
في مجال البيانات الحساسة مثل الصحة والتمويل الشخصي، فإن الأمان والخصوصية أمور حيويّة. يحظر الإسلام الكشف غير المصرح به عن المعلومات الخاصة بالأشخاص الآخرين ولا يسمح بالتلاعب بالقيم الدينية أو الروحية للشخص بدون موافقته الصريحة.
الاستخدام المسؤول
وأخيراً وليس آخراً، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يتم بحكمة وخضوع للإشراف البشري الكامل. رغم أنه يمكن أن يؤدي إلى توفير كبير في الوقت والجهد، إلا أنه ليس بديلا كاملا للعقلانية الإنسانية والحكم الأخلاقي. إن الحرص على تجنب استخدام التقنية لأغراض ضارة وتوجيهها نحو الخير العام هي مسؤولية مشتركة بين المجتمع العلمي وجميع فئات الناس.
الخاتمة
بالتالي، يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي كنقطة توازن محتملة بين التقدم التكنولوجي والثوابت الأخلاقية إذا تم التعامل معه بعناية وبمشاركة متواصلة من جميع القطاعات ذات الصلة - وهي رسالة تقوم عليها العديد من التعليمات الأساسية للدين الإسلامي.