- صاحب المنشور: جمانة السهيلي
ملخص النقاش:
في عصرنا الرقمي المتسارع، أصبحت الأدوات التكنولوجية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من وسائل التواصل الاجتماعي إلى الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء، يحيط بنا العالم الإلكتروني بشكل مستمر. ولكن هل هذه التقنيات تساهم بالفعل في تحسين الصحة العقلية أم أنها قد تشكل تحديًا؟ هذا هو محور نقاش حاسم بالنسبة للمستخدمين العرب تحديداً، حيث يتميز المجتمع العربي بعدد كبير من المستخدمين الناشطين على الإنترنت.
من ناحية، توفر لنا التكنولوجيا فرصا غير مسبوقة للتواصل مع الآخرين بغض النظر عن المسافات الجغرافية. سواء كانت مجموعات الدعم عبر الإنترنت أو المنصات التعليمية المجانية، يمكن لهذه الخدمات الرقمية أن تعزز الشعور بالانتماء وتوفر دعمًا عاطفيًا مهمًا خاصة خلال الأوقات الصعبة مثل الوباء العالمي الأخير COVID-19. كما تتيح لنا أيضًا الوصول الفوري إلى المعلومات والمهارات الجديدة التي يمكن أن تدفع النمو الشخصي والتطور المهني.
ومع ذلك، هناك جانب مظلم لهذا الانغماس المتزايد في العالم الرقمي. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة بين استخدام الوسائط الاجتماعية والإدمان المحتمل الذي يؤدي غالبًا إلى مشاكل تتعلق بالصحة النفسية كالاكتئاب والقلق واضطراب النوم. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض المستمر للرسائل السلبية عبر الإنترنت والمقارنات المستمرة بالحياة المثالية الوهمية التي تقدمها الآخرون عبر الإنترنت قد يساهمان أيضا في انخفاض احترام الذات وانعدام الألفة بالأرض الواقع.
للحفاظ على توازن صحي، ينبغي للمستخدمين العرب التركيز على الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا. وهذا يعني وضع حدود زمنية لاستخدام الشاشات، اختيار محتوى مفيد ومنتج، وممارسة الرياضة البدنية والعلاقة الشخصية بشكل منتظم بعيدا عن الشاشة. علاوة على ذلك، يحث العديد من الخبراء على تشجيع ثقافة مفتوحة وصريحة حول التأثيرات المحتملة للتقنية على الصحة العقلية داخل مجتمعاتنا المحلية والإقليمية.
وفي النهاية، فإن التكنولوجيا ليست شرًا مطلقًا ولا نعمة كاملة؛ إنها أداة تحتاج إلى إدارة ذكية لتجنب مخاطرها وتعظيم فوائدها لصالح جميع أفراد المجتمع.