- صاحب المنشور: كريمة بن الأزرق
ملخص النقاش:يعدّ التطور السريع للذكاء الاصطناعي (AI) ثورة مستمرة تتجاوز حدود العديد من القطاعات الصناعية. وفي مجال التعليم تحديدًا، يُظهر الذكاء الاصطناعي وعداً كبيراً بتقديم حلول مبتكرة يمكنها تعزيز العملية التعليمية وتوفير تجارب تعليمية أكثر تخصيصًا وفعالية. ومع ذلك، فإن هذا الانتشار الواسع للتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي يثير أيضًا تساؤلات جدلية حول كيفية استخدامها وكيف ستتأثر وظائف المعلمين والطلاب بهذه التقنية الجديدة.
فرص الذكاء الاصطناعي في التعليم
1. التعلم الشخصي
يمكن لأنظمة التعلم المدعمة بالذكاء الاصطناعي أن توفر سيناريوهات تعلم شخصية بناءً على سرعة الفهم الفردي للمادة الدراسية واحتياجات الطالب الخاصة. تقوم هذه الأنظمة بتقييم أداء الطالب باستمرار وضبط المحتوى والمهام وفقًا لذلك، مما يساعد كل طالب على الوصول إلى الإمكانات الكاملة له.
2. المساعدة في التدريس
يمكن لروبوتات الدردشة وأدوات التحليل اللغوي المستندة إلى الذكاء الاصطناعي مساعدة الأساتذة في تصحيح الواجبات وتحليل البيانات لإرشاد عملية التدريس. وهذا يسمح لهم بإعادة توجيه جهودهم نحو الجوانب الأكثر أهمية في التدريس مثل التواصل مع الطلاب ومراقبة تقدمهم وبناء علاقات قوية داخل الفصل الدراسي.
3. زيادة فرص الوصول
يتمكن الذكاء الاصطناعي من سد فجوة عدم المساواة المتعلقة بالحصول على التعليم الجيد عبر تمكين الطلاب الذين يعيشون في مناطق نائية أو ذوي الاحتياجات الخاصة من الاستفادة من موارد تعليمية عالية الجودة من خلال منصة رقمية واحدة موحدة. كما أنه يساهم في تحقيق المزيد من الشمولية عن طريق تقديم دعم متعدد اللغات سواء كان صوتيًا أم مرئيًا.
التحديات التي تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم
1. المخاوف الأخلاقية والقانونية
مع الاعتماد المتزايد للذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات التربوية الحاسمة، ينشأ خطر تجاهل العوامل الإنسانية واحتمال حدوث تحيزات ضمن خوارزميات النظام بسبب بيانات التدريب غير الكافية والتي قد تؤدي إلى نتائج غير عادلة بين مختلف شرائح المجتمع الطلابي. ولذلك، هناك حاجة ماسة للإطار التشريعي الذي يحكم تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم بالإضافة إلى الضمان بأن تكون الخوارزميات محايدة وغير متحيزة قدر الإمكان.
2. التأثير على الوظائف البشرية والموقف العام منهما
بينما يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بمهام الروتين اليومي للمعلمين بفعالية وكفاءة أعلى بكثير مقارنة بالإنسان، إلا أنه يبقى ضروري وجود دور خاص ورئيسي للأستاذ والمعلم يتمثل في رعاية الطلاب وإرشادهم وتعاطفه ومهارات الاتصال لديه مما يصعب تكرارهما باستخدام البرامج الآلية مهما بلغ مستوى تقدّمها حالياً. ومن ثم فإن الهدف المنشود هو ايجاد طريقة لتكامل الأدوار حيث يعمل البشر جنباً الى جنب مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة لكل طرف وهو الأمر المحوري لاستحداث نظام تربوي جديد ليساعد شباب الغد ويتماشى جيدًا مع عصر المعلومات الرقمي الحالي والذي لا شك سيصبح راسخًا ومتنامٍ بلا رجعة مستقبلاً!