• صاحب المنشور: رغدة الدرقاوي
  
  ملخص النقاش:
  في عصرنا الحالي الذي يتميز بتطور التكنولوجيا وتوفر الأجهزة الذكية بشكل متزايد، أصبح من الواضح وجود علاقة وثيقة بين استخدام هذه الأدوات والتأثيرات المحتملة على الصحة النفسية. الدراسات العلمية الحديثة تشير إلى أن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا قد يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية.

من الجانب الإيجابي، يمكن للتكنولوجيا تحسين الوصول إلى المعلومات والموارد التعليمية، كما توفر وسائل اتصال غير مسبوقة تسهل التواصل مع الآخرين حتى عبر المسافات البعيدة. لكن، هناك جانب سلبي خطير يبرز خصوصاً عند الحديث عن الشباب الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات. هؤلاء الأفراد معرضون للإصابة بأمراض مثل الاكتئاب والقلق والإدمان الإلكتروني نتيجة لانخفاض مستويات النشاط البدني وانعزالهم الاجتماعي.

الأدلة العلمية تدعم هذه الادعاءات. إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة هارفارد وجدت أن الطلاب الذين يستخدمون الإنترنت لساعات طويلة هم أكثر عرضة للشكوك الاجتماعية والشعور بالوحدة مقارنة بأقرانهم ذوي الاستخدام المنخفض. بالإضافة لذلك، فإن العمل المستمر تحت الضوء الاصطناعي أثناء الليل يمكن أن يتسبب في اضطراب الساعة البيولوجية وبالتالي التأثير السلبي على جودة النوم - وهو عامل رئيسي للعافية العامة.

التسليط على الحلول

لحسن الحظ، هناك طرق لتقليل الآثار المضرة للاستخدام المفرط للجهاز الإلكتروني. الأولوية هنا هي وضع حدود واضحة لاستخدام الوقت. ينصح العديد من الخبراء باتباع "وقت شاشة" محدد يوميًا أو الحد منه خلال فترات الراحة والعشاء والعشيات. أيضًا، تشجيع النشاط البدني والحفاظ عليه أمر ضروري للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية المتوازنة. أخيرا وليس آخراً، تعزيز العلاقات الشخصية والقراءة خارج العالم الرقمي يساهم بشكل كبير في تقليل التعرض للمشاكل الناجمة عن الانغماس في التكنولوجيا الزائد.

هذه القضية تتطلب منا جميعا التدخل الفردي والجماعي للتوعية بالمخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا والاستخدام المدروس لها لما فيه صالح مجتمعنا وصحتنا العامة.