- صاحب المنشور: نوفل الدين الرشيدي
ملخص النقاش:
في منطقة الشرق الأوسط شديدة الجفاف والمعرضة للجفاف الشديد وبشكل متزايد، تبرز أزمة المياه كواحدة من أكثر القضايا الحيوية الملحة. هذه المنطقة التي تشتهر بثقافاتها الغنية وتاريخها العريق تواجه تحديًا حاسمًا يتمثل في إدارة مواردها المائية المتناقصة أمام احتياجات سكان مستمرة في النمو والمتطلبات الزراعية المتزايدة أيضًا. هذا المقال يناقش طبيعة هذه الأزمة وأسبابها وأثرها المحتمل على الأمن الغذائي والاستقرار السياسي في دول المنطقة.
أبعاد المشكلة
- القلق بشأن الإمدادات: الدول مثل العراق ومصر والأردن تعتمد بشكل كبير على نهر الفرات ونهر النيل كمصدر رئيسي للمياه العذبة. مع زيادة عدد السكان والتوسع العمراني، تتضاءل مصدات المياه المخزنة مما يؤدي إلى نقص مزمن في المياه الصالحة للشرب والسقي. يفاقم ذلك ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب تغير المناخ والذي يساهم في تسريع معدلات تبخر المياه وبالتالي انخفاض مستوى الروافد الطبيعية لنهرَيّ الفرات والنيل.
- التنافس على الموارد: غالبًا ما يتسبب الضغط الكبير على المياه أيضًا في نزاعات حدودية قد تكون مدفوعة سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا. مثلاً، الخلاف حول سد النهضة الأثيوبي الذي يُنظر إليه باعتباره تهديدا محتمل للأمن المائي لمصر فيما يشير البعض الآخر أنه ضروري لتطوير البلاد نفسه.
- تأثير زراعة المحاصيل على المياه: تلعب الزراعة دور هام في الاقتصادات المحلية لكنها تستنزف أيضاً كميات كبيرة من مياه الري خاصة عندما تكون هناك اعتماد قوي على محاصيل استهلاكية عالية الرطوبة كالقطن والقمح وبعض أنواع الفاكهة والخضار. وفي الوقت ذاته فإن المجتمعات العربية ذات الكثافة السكانية المرتفعة تعاني بالفعل من محدودية الحصول على المنتجات الطازجة والبروتينات الحيوانية مما يعكس تأثير الاكتفاء الذاتي الزراعي الحالي وضمان سلامة الغذاء المستقبلي.
الحلول المقترحة واستراتيجيات الصمود
على الرغم من التعقيدات العديدة لهذه الأزمة إلا أنها ليست بلا حلول ممكنة التنفيذ. فإعادة تأهيل البنية الأساسية القديمة لإدارة المياه وإعادة تدوير المياه المستخدمة هي خطوات أولى ضرورية نحو الاستدامة البيئية كما يمكن تطوير استخدام تقنيات جديدة مثل التحلية وإنشاء خزانات تحت الأرض للتخزين لتعزيز القدرة على مواجهة حالات التصحر والحروب والكوارث الطبيعية الأخرى التي تؤدي عادة لفقدان الوصول إلى مصادر مالية مجانية للماء. علاوة على ذلك، تعد التعليم والإرشاد حول أهمية التربية السليمة لاستخدام الماء أمرٌ بالغ الأهمية لتحقيق ثقافة حفظ