- صاحب المنشور: جمانة العروسي
ملخص النقاش:
### التحديات الغير متوقعة: كيف أثرت جائحة كوفيد-19 على التعليم العالمي
أثارت جائحة كوفيد-19 تحديات غير مسبوقة في مجال التعليم العالمي. هذا الوباء الذي بدأ في عام 2019 أثر بشكل مباشر وغير مباشر على الطلاب والمعلمين وأنظمة التعليم حول العالم. من الإغلاق المفاجئ للمدارس إلى التحول الرقمي المكثف للتعليم عبر الإنترنت، واجهت الأنظمة التعليمية مجموعة معقدة ومتنوعة من التحديات التي تتطلب تغييرات استراتيجية جذريّة.
في البداية، اعتمد الكثير من الدول إجراءات عزل شامل لإبطاء انتشار الفيروس. أدى ذلك إلى إغلاق المدارس والجامعات فجأة تقريبًا، مما ترك العديد من الأطفال خارج نطاق التعلم الرسمي لبضعة أشهر أو حتى أكثر. بالنسبة للأطفال الذين يعتمدون على خدمات الدعم الأساسية في مدارسهم مثل وجبات الطعام اليومية والموارد الصحية والنفسية، كانت هذه فترة مليئة بالقلق وعدم اليقين. بالإضافة لذلك، كان هناك اختلاف كبير بين البلدان المتقدمة والتي لديها بنية تحتية رقمية قوية وبين تلك الدول النامية حيث غالبًا ما تكون الوصول إلى الشبكة العنكبوتية وتكنولوجيا الحوسبة محدودا للغاية.
من ناحية أخرى، قدمت الجائحة فرصة لتطبيق حلول تعليم رقمي مبتكرة. لقد أصبحت الفصول الدراسية الإلكترونية طريقة جديدة وممكنة للتواصل بين المعلمين والطلاب أثناء فترة العزلة الاجتماعية. ولكن بينما كان بعض الطلاب قادرين على الاستفادة من هذه الفرصة الجديدة للحضور افتراضيا، فإن الآخرين لم يتمكنوا من القيام بذلك بسبب عدم قدرتهم على الحصول على المعدات اللازمة (كالكمبيوتر الشخصي)، نقص الخبرة التقنية والأهلية لتحقيق النجاح الأكاديمي ضمن بيئة الكترونيّة جديدة تماماً لهم ولأسرة أيضًا! كما تعرض البعض لحالات تضارب جدولي زمني شديدة عندما يُطلب منهم الانضمام لعشرات المحاضرات الافتراضيه يومياً دون وجود تفاعل محيط ذو تأثير ايجابي يساعد الجميع على التركيز والإنجاز سوية .
كما يمكن القول إن تأثيرات هذه الظروف قد تطال جيل كامل فيما يتعلق بتطور مهارات التواصل الاجتماعي والتفاعلات الإنسانية الطبيعية داخل مجتمع المدرسة نفسه - سواء كانوا طلاب أم مدرسين أم موظفين دعميين آخرين -. إذ أنه بدون التجارب الشخصية والحياة الجامعية الجامعة بالسنة الأولى مثلاً ، سيكون هنالك فقدان جزء هام مما يعرف ببنيته "الثقافة المؤسسية" الخاصة بأماكن العمل المستقبلية المحتملة لهؤلاء الشباب عند دخول سوق العمالة العالمية مستقبلا .
وفي كل الأحوال ، ستترك لنا جائحة كورونا درس مهم وهو ضرورة إعادة النظر بكيفية تقديم الخدمات التعليمية بمستوى عالي لجميع الطلبة بغض النظر عن مكان تواجد المنزل ولا تمتلك القدرة المالية للشراء الأجهزة الحديثة وكذا تدريب المعلمين بطرق فعّاله لاستخدام الادوات الرقمية الحديثة بصفته مجالا جديدا وملتزما به حاليًا وعبر التاريخ المقبل أيضا .إن لهذه التجربة دلالة واضحة لفهم واقعي لما ينقصنا كمجتمع عالمي واحد كي نسعى نحو تحقيق المساواة في فرص التعلم لكل اطفال البشرية بلا استثناءات !