- صاحب المنشور: شيماء المهدي
ملخص النقاش:
مع استمرار التطور المتسارع للتكنولوجيا، أصبح المجتمع العالمي أكثر ارتباطًا ومترابطًا عبر الإنترنت. هذا الربط الرقمي فتح العديد من الأبواب الجديدة أمام التواصل بين الأفراد والمجتمعات المختلفة حول العالم. ومع ذلك، يأتي مع هذه الفرص مجموعة من التحديات التي تتطلب الاهتمام والتعامل الجاد.
تحديات تواجهنا اليوم:
- خصوصية البيانات: أحد أكبر القضايا المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة هي خصوصية البيانات. الشركات الكبرى والأجهزة الذكية تجمع كم هائل من المعلومات الشخصية للمستخدمين والتي قد يتم استخدامها بطرق لم تكن متوقعة أو غير أخلاقية. هذا يشمل تسرب بيانات شخصية لأطراف ثالثة غير مصرح لها بالوصول إليها.
- تلاعب المعلومات (Fake News): مع وجود الكثير من المحتوى على الإنترنت، أصبح من الصعب تحديد الحقيقة من الخيال. الأخبار الزائفة والحسابات الوهمية يمكن أن تسبب اضطراباً كبيراً في الحياة العامة والسياسية.
- الإدمان الإلكتروني: الاستخدام المكثف للأجهزة الرقمية يؤدي إلى مشاكل صحية نفسية وجسدية مثل الإدمان والإرهاق والإجهاد البصري ومشاكل النوم وغيرها. الأطفال والشباب هم الأكثر عرضة لهذا النوع من المشكلات بسبب تعرضهم الأكبر لهذه التقنيات.
- الفجوة الرقمية: بينما يتزايد عدد الأشخاص الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت والعالم الرقمي، إلا أنه يوجد فجوة كبيرة بين البلدان الغنية والفقيرة فيما يتعلق بإمكانية الحصول على هذه الخدمات الأساسية. وهذا يزيد من فرص عدم المساواة الاقتصادية والمعرفية.
توقعات المستقبل:
رغم التحديات العديدة المذكورة أعلاه، هناك أيضاً آمال وأهداف مستقبلية يمكن تحقيقها من خلال تطوير وإدارة أفضل لتكنولوجيتنا:
- تحقيق عالم رقمي شامل: ستعمل الحكومات والشركات العالمية على سد الفجوات الرقمية حيث سيكون الجميع قادراً على الانضمام والاستفادة من العصر الرقمي بدون أي قيود تقنية أو اقتصادية.
- زيادة الوعي بأمان البيانات: سيصبح المواطن العادي أكثر وعياً بحماية بياناته الشخصية وكيفية التعامل الآمن مع شبكة الانترنت. وستكون هناك قوانين تنظيمية أقوى لحماية حقوق المستخدمين.
- تقنيات جديدة للكشف عن الاخبار الزائفة: سوف تستغل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بشكل كبير لكشف الأخبار الزائفة ومنع انتشارها بسرعة مما يساهم في تعزيز الثقة في المعلومة بشكل عام وتحسين جودة المناظرات العامة والنقاش السياسي.
- تطويرات في مجال التعليم والدواء: ستكون هناك تغييرات جذرية في الطريقة التي نقدم بها التعليم والصحة وذلك باستخدام الواقع الافتراضي والمعزز بالإضافة إلى الروبوتات والخوارزميات المتقدمة لتحسين العمليات العلاجية وتعليم المرضى وكافة الأمور الصحية الأخرى ذات الصلة ببرامج الصحة الوقائية والاستشارات عن بعد وغيرها الكثير مما يناسب حاجتنا الإنسانية الأساسية نحو حياة صحية كريمة وآمنة خالية قدر المستطاع من المخاطر الطبيعية وغير الطبيعية أيضًا!
هذه مجرد نظرة عابرة لما يحدث الآن وما نتوقع حدوثه لاحقا لكن الأمر كله متعلق بنموذجين أساسيين هما الإنسان والتكنولوجيا إذا تم توفيقهما جيدا فسيكون لنا مستقبل مبهر مليء بالإنجازات الرائعة وإن أدينا عملاً خاطئاً تجاه أحدهما فلابد وأن نواجه مخاطر جسيمة ربما تفوق بكثير تلك الموجودة حاليا!! دعونا إذن نسعى دوماً لإيجاد الحلول الناجعة لكل المشكلات المطروحة والمستقبلية أيضا حتى نعيش جميعا حياة سعيدة وهانئة بعيدا كل البعد عن أي نوع ممكن من أنواع المعاناة والقلاقل!!
