- صاحب المنشور: وهبي العياشي
ملخص النقاش:مع تزايد تبني الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف القطاعات العالمية، يتغير المشهد الاقتصادي ويواجه العمال تحديات وفرصًا جديدة. يسلط هذا المقال الضوء على التأثير المتعدد الجوانب الذي يحدثه الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، مع التركيز على الجانبين الإيجابي والسلبي لهذه التغيرات.
الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لسوق العمل:
- تعزيز الكفاءة والإنتاجية: يمكن لآلات الذكاء الاصطناعي التعامل بكفاءة مع المهام الروتينية والمملة، مما يسمح للعاملين البشريين بالتركيز على الأعمال الأكثر تعقيداً وإبداعاً. وهذا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية العامة وتوفير الوقت الذي يمكن استثماره في تطوير مهارات جديدة أو الابتكار.
- إحداث تغييرات في الصناعات التقليدية: يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في العديد من القطاعات مثل الرعاية الصحية والزراعة والنقل. ففي مجال الرعاية الصحية، يتم استخدام الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض وتحسين خطط العلاج، بينما تُستخدم هذه التقنيات أيضًا لتحسين كفاءة العمليات الزراعية وتسريع توصيل الطرود عبر شبكات النقل الحديثة.
- إنشاء وظائف جديدة: رغم أنها قد تؤدي إلى فقدان الوظائف بسبب الأتمتة، فإن الذكاء الاصطناعي يخلق أيضاً فرص عمل جديدة تمامًا لم تكن موجودة من قبل. إن المهندسين وأخصائيي البيانات الذين يعملون على تطوير وصيانة نظم الذكاء الاصطناعي هم أمثلة واضحة لهذا النوع من المناصب الجديدة الناجمة عن الثورة الدقيقة الحالية.
- زيادة القدرة التنافسية للشركات الصغيرة: باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وبأسعار أقل مقارنة بتكاليف توظيف موظفين بشريين لإنجاز مهام محددة، تصبح الشركات الأصغر قادرة على منافسة المؤسسات الأكبر حجماً فيما يتعلق بالإنتاج والكفاءة التشغيلية.
التحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العمل:
- فقدان الوظائف نتيجة للأتمتة: تعد واحدة من أهم المخاوف الرئيسية ذات الطبيعة الواقعية حيث تتوقع بعض الدراسات أنه سيؤدي دخول آلات الذكاء الاصطناعي للسوق إلى اختفاء ملايين الوظائف القديمة واستبدال البعض الآخر بأنواع أخرى أكثر تخصصاً ولكن مختلفة جذرياً عما اعتاد عليه الأشخاص سابقاً.
- تأثيرات غير متوازنة جغرافيا: ليس كل البلدان مستعدة لاستقبال التحولات الراهنة ومازالت هناك تفاوتات كبيرة بين الدول الغربية المتقدمة اقتصادياً والتي تتمتع بإمكانيات أكبر للاستفادة من ذكاء الإنسان الآلي وبقية العالم الثالث مثلاً، والذي غالباً ما تكون فيه الفجوة الرقمية واسعة للغاية ولا تزال مشكلات التعليم الأساسية قائمة بالفعل!
- خطر عدم تكافؤ الفرص: حتى داخل بلد واحد، قد يعاني الأقليات الاجتماعية المختلفة وغيرهم ممن لديهم إمكانيات محدود الوصول للتكنولوجيا الحديثة والعادات الثقافية المؤثرة عليها سلبيّاً ، وقد يشعر هؤلاء بطابع الاستبعاد الاجتماعي الجديد المستمر جرَّاء تمكين المواهب البشرية الأكثر جدارة والأقدرعلى فهم ديناميكيات الحياة اليومية المبنية الآن حول قدرتها وتمكنها من استخدام تلك التقانة الخارقة بكل سهولة دون أي عقبات فعلية أمام تقدمها نحو عالم متطور ومتجدد دائما .
وفي النهاية ، نرى كيف بات الأمر مفترق طرق بالنسبة للجيل الحالي وليس القادم فقط : هل سنستطيع مواجهة تحديات عصر "الصناعة الخامسة" ام ان المجتمع سيكون رهينة لأصحاب رؤوس الأموال الكبرى؟