أزمة الهوية: بين الالتباس والتأكيد في المجتمع العربي الحديث

في المجتمع العربي المعاصر، باتت قضية الهوية موضوعاً حيوياً ومثيراً للنقاش الدائم. تُعرف الهوية بأنها مجموعة العوامل التي تحدد شخصية الفرد أو الجماعة،

  • صاحب المنشور: جمانة الحلبي

    ملخص النقاش:
    في المجتمع العربي المعاصر، باتت قضية الهوية موضوعاً حيوياً ومثيراً للنقاش الدائم. تُعرف الهوية بأنها مجموعة العوامل التي تحدد شخصية الفرد أو الجماعة، وتشمل الثقافة والدين واللغة والعادات والقيم وغيرها. ومع تزايد التفاعل العالمي واتساع نطاق الاتصال عبر الحدود، يواجه أفراد المجتمع العربي تحديات جديدة فيما يتعلق بهويتهم. هذه الظاهرة ليست فريدة للعرب فحسب؛ فهي شائعة عالمياً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والثورة الرقمية. لكن هناك عوامل تاريخية واجتماعية خاصة أدت إلى تعميق هذا البحث الروحي للهوية لدى العرب اليوم.

التأثير التاريخي: جذور متعددة الأوجه

لم يكن تشكيل الهوية العربية عملية بسيطة أبداً بسبب الطبيعة المتنوعة للمجتمع العربي الذي تجاوز حدود الدول التقليدية ليحتضن العديد من الأعراق والأديان واللهجات والممارسات الثقافية المختلفة. يعود ذلك جزئياً إلى الموقع الاستراتيجي للأمة العربية وسط طرق التجارة القديمة والتي جعلتها مركزاً للتبادلات التجارية والحضارية منذ آلاف السنين. وقد تركت الحروب والصراعات السياسية أيضاً بصماتها على هويتها حيث حاول القادة السياسيون تحديد تعريف موحد للقومية العربية بعد الحرب العالمية الأولى عندما جرى رسم خريطة الشرق الأوسط وفق مصالح جيوسياسية غربية.

الدين كركيزة أساسية للهوية: الإسلام كمكون رئيسي

دينياً، يعد الإسلام العنصر الرئيسي في معظم دول العالم العربي مما يؤثر بشكل عميق في كل جوانب الحياة الاجتماعية والنظام الأخلاقي والسلوك العام للسكان المحليين. إلا أنه ومنذ القرن الثامن عشر شهد الدين تحولات كبيرة تحت تأثير النهضة الأوروبية وفلسفات التنوير الغربي بالإضافة لتمدد الإمبريالية عبر المستعمرات الواسعة غرب آسيا وإفريقيا الشمالية وأجزاء أخرى من العالم الإسلامي. وبالتالي أصبح فهم دور الدين ضمن هيكل الهوية أكثر تعقيدًا بكثير مما كان عليه الوضع قبل تلك الفترة الزمنية المضطربة.

اللغة: عائق أم رابط؟

اللغة العربية تعد جزءاً أساسياً آخر من بنى الهويات الوطنية لكل بلد عربي تقريبًا بغض النظر عن عدد اللغات الأخرى المستخدمة لأغراض محلية مثل العامية والشعبية المنتمية لعائلات لغوية مختلفة منها السامية والتُرُكمانية والكردية والآرامية وغيرها الكثير حسب المنطقة الجغرافية. ورغم كون بعض البلدان ذات نزاعات داخلية حول لغة واحدة هي المعيار الرسمي للدولة مثل الحالة اللبنانية مثلاً، فإن أغلبية الدول اتخذت نهجا توفيقيا تجاه تعدد لغات مجتمعاتها دون فرض عقوبات دستورية ضد أيٍّ منها كما يحدث حاليًا بسوريا وليبيا وتونس وما إليها حديثاََ.

التداخل الثقافي والتعصب الثقافي المفرط

يتسبب التعرض المُستمر لموجات ثقافات خارجية متفاوتة المصدر والهدف والفترة الزمنية -وخاصة عقب تطورات المعلوميات الحديثة- بتقلص الحدود الذاتية المعرفية الذات لحاضنة الأفكار الأساسية لكل فرد ويؤدي بالتالي لنشوء مفاهيم "العولمة" الجديدة التي تربط جميع البشريات برباط واحد يقضي باستبدالات الحقوق والمعارف والمعايير المتعارف عليها سابقًا بعناصر جامدة غير قابلة للمساومة مما يستوجب مواجهة مشكلة فقدان الشعوب لأنماط حياتهم المعتادة واستبداله بأساليب حياة وقواعد وقوانين مغايرة تمام الاختلاف لما كانوا معتادين عليه قديماً .

الخوف من الضياع

إن شعور المرء بالخوف الشديد نحو الانقطاع المفاجئ لسلسلة تراثه الثقافي والإيديولوجي يرجع لإمكانيه حدوث تغييرات جذرية ستحدث خلال العقود المقبلة نتيجة الاعتماد الكبير علي الانتشار الهائل للغربانية وهو ما سيولد رد فعل مضاده بكل تأكيد وذلك بإعادة بلورة صورة مُجدده قد تحتوي علي عناصر قديمة ولكن بطابع مختلف تمام البُعد ولذلك نسعى الي خلق جو ديمقراطيتي تسمح بالنسببين المشترك والاستقلال الذاتي وتمكننا من تحقيق توازن جديد ين


Komentari