- صاحب المنشور: مشيرة الدمشقي
ملخص النقاش:
مع انتشار جائحة كوفيد-19 عالمياً، شهد العالم تحولاً غير مسبوق في طرق التعلم. أصبح التعليم الإلكتروني خيارًا رئيسيًا للعديد من المؤسسات التعليمية لتقديم خدماتها عبر الإنترنت. هذا التحول المفاجئ لم يكن بدون تحدياته، ولكن أيضاً فتح أبواب أمام فرص جديدة ومبتكرة. سنستعرض هنا بعض الجوانب الرئيسية لأزمة التعليم الإلكتروني وكيف يمكن التعامل معها لتحقيق بيئة تعليمية أفضل مستقبلاً.
التحديات
الوصول إلى التقنية والتكافؤ الرقمي
كان أحد أكبر العوائق هو عدم المساواة الرقمية بين الطلاب. ليس كل طلاب حول العالم لديهم القدرة على الوصول إلى الأجهزة الحديثة أو شبكات الانترنت عالية السرعة. هذه القضية خلقت فجوة رقمية كبيرة بين أولئك الذين يستطيعون الاستفادة الكاملة من التعليم الإلكتروني وأولئك الذين يفتقرون لهذه الفرصة الأساسية. بالإضافة لذلك، هناك مشكلة الصحة النفسية التي قد يواجهها بعض الطلاب نتيجة الحركة البدنية المحدودة أثناء الدراسة المنزليّة.
تفاعل المعلمين والطلاب
التعليم الفعلي يتضمن الكثير من التفاعل الشخصي الذي يساعد في خلق روابط قوية بين المعلمين والطلاب مما يعزز العملية التعلمية. بينما يحاول التعليم الالكتروني تقليد هذا النوع من التفاعل، إلا أنه لا زال يفشل في تقديم تجربة مشابهة تماماً. فقدان التواصل المباشر يؤثر سلباً على فهم واستيعاب المواد الأكاديمية.
الفرص
المرونة والإمكانية العالمية
يوفر التعليم الإلكتروني مرونة كبيرة حيث يمكن للطلاب الدراسة بأوقات مختلفة وتخصيص جدول دراسي أكثر تناسباً مع حياتهم الشخصية الأخرى. كما يسمح بتوسيع نطاق الوصول للمواد التعليمية لجميع أنحاء العالم بغض النظر عن الموقع الجغرافي. وهذا يعني قدرة المزيد من الناس على الحصول على فرصة متساوية للحصول على التعليم عالي الجودة.
تطوير المهارات الرقمية للأجيال الجديدة
تعمل العقبات المتعلقة بالتكنولوجيا أيضًا على دفع الأمور نحو الأمام - فهي تدفع الحكومات والمؤسسات التعليمية للاستثمار بكثافة في بناء القدرات الرقمية وتعزيز المهارات الرقمية لدى الشباب والأطفال الصغار منذ الصغر. وهذا سيجعل جيل الغد مجهزاً بشكل أفضل للتكيف مع سوق العمل الحديث المعتمد بشدة على البيانات والحلول الذكية.
الخلاصة
يمكن اعتبار أزمة التعليم الإلكتروني محاولة محمومة للإجابة عن أسئلة طويلة الأمد حول كيفية جعل النظام التعليمي أكثر شمولا وإنصافاً وقابل للتطوير بشكل أفضل. رغم العديد من التحديات المطروحة حاليا، فإننا نشهد أيضا ابتكار حلول مبتكرة واسعة النطاق والتي سوف تغير وجه نظام التعليم العالمي للأفضل فيما بعد فترة كورونا مباشرة وبشكل دائم خلال السنوات المقبلة أيضا إن شاء الله تعالى.