• صاحب المنشور: كريمة التونسي
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد انتشار الذكاء الاصطناعي (AI) وتطبيقاته المتنوعة عبر مختلف القطاعات, يبرز موضوع حماية البيانات والخصوصية كأحد التحديات الأساسية. هذا النهج يحقق توازن بين الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي والتزام الشركات والقوانين الدولية بحماية المعلومات الشخصية للمستخدمين. يشمل ذلك استخدام خوارزميات التعلم الآلي التي تعتمد على كميات هائلة من البيانات, والتي غالبا ما تحتوي على معلومات شخصية حساسة.

يعد قانون الاتحاد الأوروبي العام لحماية البيانات (GDPR), الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2018, أحد الأمثلة البارزة للقواعد القانونية الصارمة التي تم وضعها لتنظيم هذه المسألة. يتطلب هذا القانون موافقة واضحة من الأفراد قبل جمع بياناتهم واستخدامها, ويمنح الأشخاص حقوقًا مثل حق الوصول إلى بياناتهم الشخصية ويمكنهم طلب حذف تلك البيانات أيضًا. بالإضافة إلى ذلك, فهو ينص على عقوبات شديدة للشركات غير المطابقة.

تحديات تطبيق القوانين

رغم وجود قوانين صريحة مثل GDPR, فإن تحديث الخوارزميات المستمرة للتعامل مع الكميات الكبيرة من البيانات الجديدة يجعل الأمر أكثر تعقيدا لإدارة الخصوصية بكفاءة. فنظام الذكاء الاصطناعي نفسه يمكن أن يستخدم لتحديد وإنشاء قيم جديدة لم تكن متوقعة عند تصميم النظام الأصلي, مما يؤدي إلى مشكلات مرتبطة بالشفافية والمراقبة الذاتية.

في الواقع, يعد الحفاظ على الأمان والثقة أحد أهم العوامل التي تحكم قبول الجمهور لنظم الذكاء الاصطناعي. هناك حاجة ملحة لوضع سياسات وأنظمة فعالة تضمن عدم تعرض البيانات لأيدي خاطئة أثناء عملية التدريب أو التشغيل. كما أنه من الضروري تطوير أدوات جديدة تسمح بمراجعة ومراقبة كيفية عمل ذكاء اصطناعي معينة وكيف يتم حفظ وتحليل البيانات المرتبطة بهذه العمليات.

إن الجمع بين تقنيات البرمجيات الحديثة والمعايير الأخلاقية القائمة سوف يساعد في تحقيق بيئة رقمية آمنة ومحمية تتوافق فيها التقنية المتقدمة مع الاحتياجات الإنسانية الأساسية.